قالوا: لو أراد اللّٰه سبحانه من زيد الايمان فوقع خلافه و هو مراد الشيطان و العبد لكانا قد عجزا اللّٰه و وجب أن يكونا أقدر منه.
و الجواب عن ذلك: أنه يقال لهم: لم قلتم ذلك؟ فان قالوا: لأنا نعلم ان جند السلطان لو فعلوا مالا يريده لدل على عجزه و عدم قدرته [3].
قيل لهم: انما صح ذلك لان السلطان لم يكن ممن يصح منه التكليف أو ممن له قدرة على الانتصاف منهم في أي وقت أراد و لا يخاف الفوت، و لم يكن أيضا ممن يعلم مقدار الحسنة و الجزاء عليها و السيئة و الأخذ بها.
و أيضا فإن السلطان يتألم إذا لم يقع مراده و يسر بوقوعه، و كل هذه الأوصاف منتفية عن القديم تعالى، ففرق [4] بين الأمرين، و لم يكن للقياس الذي اعتمدوا عليه معنى في هذا الموضع، و انما يجب أن يجمع بين المتساويين بعلة و الأمر هاهنا بخلاف ذلك.
ثم يقال لهم: انما كان [5] يجب أن يكون عاجزا لو أراد منهم الطاعة ارادة