responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 2  صفحة : 231

لِعِبٰادِهِ الْكُفْرَ [1] لم يجز أن يرضى [به [2]] بوجه من الوجوه.

و كذلك لما قال إِنَّ اللّٰهَ لٰا يَأْمُرُ بِالْفَحْشٰاءِ أَ تَقُولُونَ عَلَى اللّٰهِ مٰا لٰا تَعْلَمُونَ [3] لم يجز أن يأمر بالفحشاء بوجه من الوجوه، و لو جاز أن يريد الظلم و هو يقول وَ مَا اللّٰهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعٰالَمِينَ لجاز أن يرضى بالكفر و يجب الفساد و يأمر بالفحشاء، مع هذه الآيات، فلما لم يجز ذلك لم يجز أن يريد الظلم.

و مما يدل على أن اللّٰه تعالى لم يرد الكفر و الفجور: انا وجدنا المريد لشتم نفسه سفيها [4] غير حكيم، فلما كان اللّٰه أحكم الحاكمين علمنا انه لا يريد شتمه و لا سوء الثناء عليه.

و أيضا فإن الكفار إذا فعلوا ما أراد من الكفر كانوا محسنين، لان من فعل ما أراد اللّٰه تعالى فقد أحسن، فلما [5] لم يجز أن يكون [الكافر [6]] محسنا في شتمه اللّٰه و معصيته له علمنا أنه لم يفعل ما أراد اللّٰه.

و أيضا فإنه لو جاز أن يريد الكفر به و يكون بذلك ممدوحا لجاز أن يحب الكفر و يرضى به، و يكون بذلك حكيما ممدوحا، فلما لم يجز أن يرضى بالكفر و لا يحبه لم يجز أن يريده.

و أيضا فإن من أمر العباد بما لا يريده فهو جاهل، فلما كان ربنا أحكم الحاكمين علمنا انه لم يأمر بشيء لا يريده، لان نم أمر بمدحه و لم يرد أنه يفعله و نهى عن شتمه و أراد أن يفعل فهو جاهل ناقص، فلما كان اللّٰه احكم الحاكمين


[1] سورة الزمر: 7.

[2] الزيادة من مط.

[3]. سورة الأعراف: 28.

[4] في مط: لشتمه نفسه سفيه.

[5] في مط: ظلما لم.

[6] الزيادة من أ.

اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 2  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست