اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي الجزء : 2 صفحة : 111
و سار في عرضها عاسفا خابطا.
و انما تلويحه (عليه السلام)، بل تصريحه بذم الشورى، و الانفة من اقترانه من لا يساويه و لا يضاهيه، فهو كثير التردد في كلامه (عليه السلام)، ثم خبر بأنه فعل ذلك كله مقاربة و مساهلة و استصلاحا و سماحا.
فقال (عليه السلام): «لكن [1] أسففت إذ أسفوا، و طرت إذ طاروا» يقال: سف الطائر بغير ألف و أسف الرجل الى الأمر إذا دخل فيه بالألف لا غير.
قول (عليه السلام): «فمال رجل لضغنه، و أصغى آخر لصهره» [2] و انما أراد المائل إلى صهره عبد الرحمن بن عوف الزهري فإنه كان بينه و بين عثمان مصاهرة معروفة، فعقد له الأمر و مال إليه بالمصاهرة، و الذي مال اليه لضغنه انما هو سعد بن أبي وقاص الزهري، فإنه كان منحرفا عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، و هو أحد من قعد عن بيعته في وقت ولايته.
و أما لفظة «هن» فان العرب تستعملها في الأمور العظيمة الشديدة، يقولون: جرت هنة و هنات.
و قوله (عليه السلام): «الى أن قام ثالث القوم» يعني عثمان «نافجا حضنيه» فالنفج و النفح بمعنى واحد، و الحضن هو الصدر و العضدان و ما بينهما، و منه حضنت الصبي حضنا و حضانة، و الحضن أيضا أصل الحبل.
و معنى «بين نثيله و معتلفه» أي بين الموضع الذي يأكل فيه.
و قوله (عليه السلام): «و قام معه بنو أبيه يخضمون مال اللّٰه خضم [3] الإبل نبتة الربيع» و الخضم أقوى من القضم، و تعمل فيه الأشداق، و يكون في الأكثر