اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي الجزء : 2 صفحة : 110
أخيه و عرفه به؟! و اعتذر الأعشى أن القافية ساقته الى ذلك.
و الغرض في تمثيله (صلوات اللّٰه عليه) بهذا البيت، تباعد ما بينه (عليه السلام) و بين القوم، لأنهم قلدوا بآرائهم و رجعوا بطلابهم، و ظفروا بما قصدوه و اشتملوا على ما اعتمدوه. و هو (عليه السلام) في أثناء ذلك كله مجفو في حقه مكمد من نصيبه، فالبعد كما رآه عنهم، و الاختلاف شديد و الاستشهاد بالبيت واقع في موقعه و وارد في موضعه.
و قوله (عليه السلام): «يصيرها في ناحية خشناء يجفو مسها و يعظم كلمها» [1] انما هو تعريض لجفاء خلق الرجل التالي للأول، و ضيق صدره و نفار طبعه.
و قوله (عليه السلام): «كراكب الصعبة» التي ما ذللت و ريضت بين خطتين، ان أرخى لها في الزمام توجهت به حيث شاءت بعسف و خبط. و «ان أشنق لها» بمعنى ضيق عليها المشناق «خرم» بمعنى خرم أنفها، لان الزمام يكون متصلا بالأنف، فإذا والى بين جذبه لامساكه خرقه. و على الرواية الأخرى «ان أشنق لها خرم» و هو معنى خرق.
«و ان أسلس لها تقحم به» مثل المعنى الذي أراده بلفظة عسف من ورود ما يكره وروده من الموارد، و يأبى سلوكه من المقاصد.
و قوله (عليه السلام): «فبلي [2] الناس لعمرو اللّٰه بخبط و شماس» و «الخبط» هو السير على غير جادة و محجة، و «الشماس»: النفار، و «التلون» التلفت و التبذل، و أما «الاعتراض» فهو هاهنا أيضا ضربان: التلون و التغير و ترك لزوم القصد و الجادة، يقال: مشى للعرضة أي ترك القصد و المحجة و جادة الطريق
[1] كذا في النسخة و في النهج: فصيرها في حوزة خشناء، يغلظ كلمها، و يخشن مسها.