اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي الجزء : 1 صفحة : 92
تعالى «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ»[1] و لم يخصص من شاهده و قرب منه دون من بعد عنه، و قال اللّٰه «وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلّٰا كَافَّةً لِلنّٰاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً»[2].
و لو كان تبليغه لبعض من بعث .. مبعوث الى الخلق كافة، لكانت الشهادة له (صلى اللّٰه عليه و آله) .. بلغ الرسالة و نصح الأمة غير واقع موقع الصحة ..
بأنه لم ينقله اللّٰه تعالى الى دار كرامة .. من بعث اليه، و كان موجودا في أيامه .. عذره بغير ما يقترحه من قال بالتواتر حسب .. عذرهم يكون بالارتحال اليه و المشافهة له .. يمكنون منه و يقدرون عليه.
فإذا لم يفعلوه .. و كان (صلى اللّٰه عليه و آله) قد بلغهم و أزاحهم علتهم ...
فبأي شيء علموا نبوته و وجوب الرحيل اليه، و هل يسوغ .. على أهل الأرض أن يخلوا بلادهم و يرحلوا بأسرهم .. لرسول، و يأخذوا عنه و يتفقهوا عليه و ينفذوا .. عليهم بعد التفقه و الحفظ.
فان قلتم ذلك فما الموجب له .. دلالة على لزومه.
هذه جملة مني أنعم سيدنا الأجل المرتضى (كبت اللّٰه أعداءه) بالإجابة عنها، و التفضل بذكر ما يجري مجراها مجملا و مفصلا، حسب ما تحتمله الحال و يتسع له الزمان مما لا ينتهي اليه غيره، و لا يطمع في الظفر به سواه، كان ذلك من أشرف ما بين و أجل ما ذكر، لكثرة الانتفاع به و الاعتماد عليه، فيما لا يخلو المكلف من وجوبه، و لا ينفك من لزومه.
و كان متى له [3] حصله اطلع على ما يوصله إلى معرفة كل ما يرد عليه من المسائل و النوازل، و يلزم غيره من العبادات و الاحكام، مضافا الى ظواهر القرآن