اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي الجزء : 1 صفحة : 356
و تلك الحكاية البليغة الطويلة لا تجب أن تكون النملة قائلة لها و لا ذاهبة إليها، و أنها لما خوفت من الضرر الذي أشرف النمل عليه، جاز أن يقول الحاكي لهذه الحال تلك الحكاية البليغة المرتبة، لأنها لو كانت قائلة ناطقة و مخوفة بلسان و بيان لما قالت الا مثل ذلك.
و قد يحكي العربي عن الفارسي كلاما مرتبا مهذبا ما نطق به الفارسي و انما أشار الى معناه.
فقد زال التعجب من الموضعين معا، و أي شيء أحسن و أبلغ و أدل على قوة البلاغة و حسن التصرف في الفصاحة من أن تشعر نملة لباقي النمل بالضرر لسليمان و جنده بما تفهم به أمثالها عنها، فتحكى هذا المعنى الذي هو التخويف و التنفير بهذه الألفاظ المؤنقة و الترتيب الرائق الصادق. و انما يضل عن فهم هذه الأمور و سرعة الهجوم عليها من لا يعرف مواقع الكلام الفصيح و مراتبه و مذاهبه.
تمت المسائل و أجوبتها، و الحمد للّٰه رب العالمين، و صلى اللّٰه على خير خلقه محمد و آله الطاهرين، حسبنا اللّٰه و نعم الوكيل.
اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي الجزء : 1 صفحة : 356