responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 1  صفحة : 352

و الاخبار في هذا المعنى كثيرة قد جازت عن حد الآحاد، فان استحال النسخ و عولنا على أنه الحق بها، و دلس فيها و أضيف إليها، فما ذا يحيل المسخ؟

و قد صرح به فيها و في قوله أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللّٰهِ مَنْ لَعَنَهُ اللّٰهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ وَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنٰازِيرَ [1] و قوله فَقُلْنٰا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خٰاسِئِينَ [2] و قوله وَ لَوْ نَشٰاءُ لَمَسَخْنٰاهُمْ عَلىٰ مَكٰانَتِهِمْ [3].

و الاخبار ناطقة بأن معنى هذا المسخ هو احالة التغيير عن بنية الإنسانية الى ما سواها.

و في الخبر المشهور عن حذيفة أنه كان يقول: أ رأيتم لو قلت لكم أنه يكون فيكم قردة و خنازير، أ كنتم مصدقي؟ فقال رجل: يكون فينا قردة و خنازير؟! قال: و ما يؤمنك لا أم لك. [4] و هذا تصريح بالمسخ.

و قد تواترت الاخبار بما يفيد أن معناه: تغيير الهيئة و الصورة [5].

و في الأحاديث: أن رجلا قال لأمير المؤمنين (عليه السلام) و قد حكم عليه بحكم:

و اللّٰه ما حكمت بالحق. فقال له: اخسأ كلبا، و ان الأثواب تطايرت عنه و صار كلبا يمصع بذنبه [6].

و إذا جاز أن يجعل اللّٰه جل و عز الجماد حيوانا، فمن ذا الذي يحيل جعل حيوان في صورة حيوان آخر.

رعاني الرأي لسيدنا الشريف الأجل (أدام اللّٰه علاه) في إيضاح ما عنده


[1] سورة المائدة: 60.

[2] سورة البقرة: 65.

[3] سورة يس: 67.

[4] راجع الدر المنثور 2- 295.

[5] أورد العلامة المجلسي جملة منها في البحار 76- 220- 245.

[6] يمصع بذنبه: أى يحركه، كأنه يتملق بذلك.

اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست