responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحف العقول المؤلف : ابن شعبة الحراني    الجزء : 1  صفحة : 203
وتفجع المترف الآمن. لا يرجى منها ما ولى فأدبر ولا يدرى ما هو آت منها فيستنظر. وصل الرخاء منها بالبلاء. والبقاء منها إلى الفناء. سرورها مشوب بالحزن والبقاء منها إلى الضعف والوهن. وقال عليه السلام: إن الخيلاء من التجبر والتجبر من النخوة والنخوة من التكبر. وإن الشيطان عدو حاضر يعدكم الباطل. إن المسلم أخ المسلم فلا تخاذلوا ولا تنابزوا. فإن شرايع الدين واحدة وسبله قاصدة، فمن أخذ بها لحق ومن فارقها محق ومن تركها مرق [1]. ليس المسلم بالكذوب إذا نطق ولا بالمخلف إذا وعد. ولا بالخائن إذا اؤتمن. وقال عليه السلام: العقل خليل المؤمن. والحلم وزيره. والرفق والده. واللين أخوه. ولابد للعاقل من ثلاث: أن ينظر في شأنه ويحفظ لسانه ويعرف زمانه. ألا وإن من البلاء الفاقة وأشد من الفاقة مرض البدن وأشد من مرض البدن مرض القلب، ألا وإن من النعم سعة المال وأفضل من سعة المال صحة البدن وأفضل من صحة البدن تقوى القلب. وقال عليه السلام: إن للمؤمن ثلاث ساعات: فساعة يناجي فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه [2] وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل. وليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث: مرمة لمعاشه [3] وخطوة لمعاده أو لذة في غير محرم. وقال عليه السلام كم من مستدرج بالاحسان إليه [4] وكم من مغرور بالستر عليه وكم من مفتون بحسن القول فيه، وما ابتلى الله عبدا بمثل الاملاء له [5] قال الله عزوجل: " إنما نملي لهم ليزدادوا إثما [6] ".

[1] محق: هلك. ومرق: خرج من الدين بضلالة أو بدعة.
[2] وكذا في أمالى ابن الشيخ وفى النهج [ وساعة يرم معاشه ].
[3] رممت الشى - بالتثقيل -: اصلحته. والمرمة: الاصلاح. وفى الحديث: " لا يكون العاقل ظاعنا الا في ثلاث: تزود لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم ".
[4] استدرجه الله من حيث لا يعلم بالانعام والاحسان إليه وهو يعصى الله ولا يعلم أن ذلك ابلاغا للحجة عليه واقامة للمعذرة في أخذه وقد مر بيان الاستدراج كرارا.
[5] والاملاء: الامهال.
[6] سورة آل عمران آية 178. (*)

اسم الکتاب : تحف العقول المؤلف : ابن شعبة الحراني    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست