responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحف العقول المؤلف : ابن شعبة الحراني    الجزء : 1  صفحة : 202
وهانت عليه نفسه من أطلع على سره. وأهلكها من أمر عليه لسانه [1] الشره جزار الخطر [2]. من أهوى إلى متفاوت خذلته الرغبة. البخل عار. والجبن منقصة. والورع جنة. والشكر ثروة. والصبر شجاعة. والمقل غريب في بلده [3]. والفقر يخرس الفطن عن حجته [4]. ونعم القرين الرضى. الادب حلل جدد [5]. ومرتبة الرجل عقله. وصدره خزانة سره. والتثبت حزم. والفكر مرآة صافية. والحلم سجية فاضلة. والصدقة دواء منجح [6]. وأعمال القوم في عاجلهم نصب أعينهم في آجلهم. والاعتبار منذر صالح. والبشاشة فخ المودة. [7] وقال عليه السلام: الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد، فمن لا صبر له لا إيمان له. وقال عليه السلام: أنتم في مهل من ورائه أجل ومعكم أمل يعترض دون العمل فاغتنموا المهل وبادروا الاجل وكذبوا الامل وتزودوا من العمل، هل من خلاص أو مناص أو فرار أو مجاز أو معاذ أو ملاذ أو لا ؟ فأنى تؤفكون. وقال عليه السلام اوصيكم بتقوى الله فإنها غبطة للطالب الراجي وثقة للهارب اللاجي استشعروا التقوى شعارا باطنا. واذكروا الله ذكرا خالصا تحيوا به أفضل الحياة وتسلكوا به طرق النجاة. وانظروا إلى الدنيا نظر الزاهد المفارق. فإنها تزيل الثاوي الساكن [8]

[1] وأمر لسانه أي جعله أميرا.
[2] - الشره: اشد الحرص وطلب المال مع القناعة. والجزار: الذباح. والمتفاوت: المتباعد وفى كنز الفوائد [ إلى متفاوت الامور ]. وفى النهج [ من أومأ إلى متفاوت خذلته الحيل ] أي من طلب تحصيل المتباعدات وضم بعضها إلى بعض لم ينجح فيها فخذلته الحيل والرغبة فيما يريد.
[3] المقل: الفقير. وفى النهج [ في بلدته ].
[4] الفطن. - بفتح فكسر -: الفاطن أي صاحب الفطنة والحذاقة.
[5] الحلل: جمع الحلة - بالضم -: كل ثوب جديد. والجدد: جمع الجديد.
[6] انجحت حاجته: قضيت والرجل: فاز وظفر بها.
[7] الفخ: المصيدة أي آلة يصاد بها. وفى النهج [ والبشاشه حبالة المودة ] والحبالة - بالكسر - شبكة الصيد.
[8] الثاوى: القائم. يعنى أن الدنيا تزيل من قام بها واتخذها وطنا. (*)

اسم الکتاب : تحف العقول المؤلف : ابن شعبة الحراني    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست