اسم الکتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) المؤلف : الإسكافي، أبو جعفر الجزء : 1 صفحة : 223
و صدّقتم أنّ] جميع الرأيين صواب؟
و رويتم عن النبيّ (عليه السلام) أنّه قال: «اللّهمّ أعزّ الإسلام بأبي جهل بن هشام، أو بعمر بن الخطاب» فسبقت الدعوة لعمر!!! و هذا غير جائز كالأوّل لأنّه في العقول مستنكر، و في حكم اللّه باطل، لأنّ من حكم اللّه أن لا يستنصر كافرا [1] و لا يستغفر لمشرك، لقوله: «إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا» [54/ غافر: 40]. و قال: «ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى» [113/ التوبة: 9].
و لا نعلم أحدا بلغ من عداوة اللّه و رسوله و الكفر باللّه ما بلغه أبو جهل، و تلك حاله كانت إلى أن مات، فكيف يدعو له النبيّ (عليه السلام) بهذه الدعوة، و يبدأ به قبل عمر؟! و هو ممن استحقّ من اللّه اللعنة و الخذلان؟!!.
أم كيف يتقدم النبيّ (عليه السلام) فيدعو لمشرك بمثل هذا الدعاء من غير أمر من اللّه؟ و إن كان ذلك بأمر [ه] فكيف و اللّه يعلم أنّ أبا جهل ممن يزداد على طول الأيّام كفرا و لا يراقب اللّه، و لا يتوب أبدا؟! فكيف يأمره اللّه بالدعاء له نصّا؟ [2] و من حكم اللّه أن ينصر من نصره، و يعزّ من أطاعه.
فهذا من الحديث الذي لا شبهة في خطائه، و أنّه تقوّل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
فأين هذه الأحاديث من الأحاديث التي رويتم في عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه في الشهرة و الدلالة، و مضيّها عند النظر على الاستقامة و الصحّة؟!!.
[1] هذا هو الظاهر، و في الأصل: «أن لا ينصر كافرا».
يقال: استنصر زيد عمروا: استمدّه و طلب نصرته. و استنصر فلانا على فلان: سأله أن ينصره عليه.