responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) المؤلف : الإسكافي، أبو جعفر    الجزء : 1  صفحة : 163

و أنّه معتمد لترك الصواب لأنّه أشار بقتال القوم عند رفع المصاحف و أخبر أنها منهم خديعة ثمّ رجع/ 49/ عن هذا من رأيه إلى محاكمتهم و موادعتهم و هذا نفس ما نقمته الخوارج و ادّعت خطأ عليّ فيه.

قلنا لهم: لسنا نبعد قلّة معرفتكم بما ذكرنا [ه‌] و بعد وهمكم عنه إذ ذهبتم عمّا هو أوضح منه إنّ عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه إنّما أشار على القوم بقتالهم و أن لا يكفّوا من حربهم لأن القوم الذين رفعوا المصاحف قد علم أنهم لم يرفعوها لشبهة دخلت [عليهم‌] و أنّ رفعها عند قرب الفتح و الظفر بهم خديعة، و علم أنّ الذين رفعوها قد قامت عليهم الحجّة و عرفوا حقّه فتركوه بالمعاندة، و لو مضى أصحابه على بصيرتهم و يقينهم [و] لم تدخل عليهم الشبهة، و [لم‌] تختلف الكلمة لكان سيمضي عليّ أمره في محاربتهم لأنه قد أعذر إليهم و أقام حجّته عليهم، و كان رأيه رضي اللّه عنه صوابا في تحريك أصحابه في محاربتهم و [قد] أعلمهم أنّ الذي كان منهم خديعة ليمضوا على بصائرهم. فلمّا دخلت أصحابه الشبهة، و جاء أمر احتاج إلى إزالته بحجّة أمسك عن القوم حتى ينكشف لأهل الضعف خطؤهم فيزول عنهم شكّهم إذا اعلموا أن القوم لم يطلبوا الحقّ برفع المصاحف، فيرجع بعد إلى مناجزتهم و قتالهم.

فقالوا له أرسل إلى الأشتر فردّه. فأرسل إلى الأشتر أن أقبل إليّ. فأرسل إليه الأشتر:

ليس هذه ساعة ينبغي أن تزيلني فيها عن موضعي إني قد رجوت أن يفتح اللّه [عليّ‌] فلا تعجلنّ.

فارتفعت الريح، و علت الأصوات من ناحية الأشتر، فقال القوم: و اللّه ما نراك إلّا قد أمرته يقاتل!!! فقال عليّ رضي اللّه عنه: من أين ينبغي لكم أن تروا ذلك؟

هل رأيتموني ساررت الرسول؟ أ لم أكلّمه على رءوسكم علانية و أنتم تسمعون؟! [1].


[1] راجع شرح القصّة عن لسان إبراهيم بن الأشتر رضوان اللّه عليهما الحاضر في المعركة و المعاين لحدوث الكارثة في آخر الجزء السابع من كتاب صفين ص 490، و حوادث العام (37) الهجري من تاريخ الطبري: ج 6 ص 27.

اسم الکتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) المؤلف : الإسكافي، أبو جعفر    الجزء : 1  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست