responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفصول المختارة المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 103

و الجواب الآخر حكاه الناصر فأخبر أن داود ع ذكرت له امرأة أوريا بن حنان فسأله أن ينزل له عنها ليتزوج بها بعد انقضاء عدتها و كان ذلك مباحا في شرعه فامتنع عليه أوريا و رغب بامرأته على جزع لحقه من الامتناع عليه و رهبة حصلت له منه.

و كانت الخطيئة من داود ع أن طلب ذلك من أوريا بن حنان و هو نبي و ملك مطاع و أوريا رعية و تابع و لو سأل أوريا ذلك مثله من الرعية لما كان بسؤاله مخطئا لأنه لم يكن يحدث له عند الامتناع من الجزع و الخوف و الهلع ما حدث له عند الامتناع من نبيه و ملكه و رئيسه داود ع و هذا الجواب غير بعيد و الله نسأل التوفيق.

[فصل في شبهة صدور المعصية من الأنبياء حال نبوتهم‌]

(فصل) قال الشيخ أدام الله عزه فإن قال قائل أ ليس قد نطق القرآن بوقوع المعصية من نبي من أنبياء الله سبحانه في حال نبوته و هذا خلاف مذهبك في ارتفاع المعاصي عن الأنبياء كلهم و الأئمة ع لأنهم على أصلك معصومون من الذنوب و الخطأ في الدين.

فالجواب أن الذي أذهب إليه في هذا الباب أنه لا يقع من الأنبياء ع ذنب بترك واجب مفترض و لا يجوز عليهم خطأ في ذلك و لا سهو يوقعهم فيه و إن جاز منهم ترك نفل و مندوب إليه على غير القصد و التعمد و متى وقع ذلك منهم عوجلوا بالتنبيه عليه فيزولون عنه في أسرع مدة و أقرب زمان.

فأما نبينا ص خاصة و الأئمة من ذريته ع فلم يقع منهم صغيره بعد النبوة و الإمامة من ترك واجب و لا مندوب إليه لفضلهم على من تقدمهم من‌

اسم الکتاب : الفصول المختارة المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست