responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفصول المختارة المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 102

[فصل في شبهة صدور المعصية من داود ع‌]

(فصل) و من كلامه أدام الله عزه أيضا سئل الشيخ أدام الله حراسته عن معصية داود ع ما كانت فقال فيها جوابان أحدهما أن الله سبحانه لما جعله خليفة في الأرض بقوله‌ يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ‌[1] أراد سبحانه و تعالى أن يهذبه و يؤدبه لأمر علمه منه فجعل ذلك بملائكته دون البشر و أهبط عليه الملكين في صورة بشرين فقالا له‌ خَصْمانِ بَغى‌ بَعْضُنا عَلى‌ بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَ لا تُشْطِطْ وَ اهْدِنا إِلى‌ سَواءِ الصِّراطِ إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً وَ لِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَ عَزَّنِي فِي الْخِطابِ‌[2] فقال داود ع للمدعي حاكما على المدعى عليه من غير أن يسأل المدعى عليه عن صحة دعوى المدعي‌ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى‌ نِعاجِهِ‌[3].

و قد كان الحكم يوجب أن لا يعجل بذلك حتى يسأل المدعى عليه فيقول له ما تقول في هذه الدعوى فلما عجل بالحكم قبل الاستثبات كان ذلك منه صغيرة و وجب عليه التوبة منها و تبين ذلك في الحال ففعل ما وجب عليه مما وصفناه قال الله عز و جل‌ وَ ظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ راكِعاً وَ أَنابَ فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى‌ وَ حُسْنَ مَآبٍ‌[4].


[1]- ص/ 26.

[2]- ص/ 22- 23.

[3]- ص/ 24.

[4]- ص/ 24- 25.

اسم الکتاب : الفصول المختارة المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست