responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغدير المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 2  صفحة : 157

فحاد عـنـه مغـضبا حـيدرة * وعـف والعـفـو شعار النجب

ولـو يشأ ركـب فـيه زجـة * تـركيب مـزجي كمعـدي كرب

وكان قد تكرر منه هذا العمل المخزي كما سيأتي، ولو كان للرجل شيء من البسالة لجبه معيريه بتعداد مشاهده، وسلقهم بلسان حديد، وهو ذلك الصلف المفوه، وفيما أمر من الحروب كان الزحف للجيش الباسل دونه، فلم يسط أمامه، وإنما كان رئيا في أمرهم يدير وجه الحيلة فيه، كما أنه كان في صفين كذلك لم يبارح سرادق معاوية وطفق يبديه دهائه إلا في موقفين سيوافيك تفصيلهما، ولذلك كله اشتهر بدهاء دون الشجاعة .

قال البيهقي في [ المحاسن والمساوي ] 1 ص 39 : قال عمرو بن العاص لابنه عبد الله يوم صفين : تبين لي هل ترى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟ قال عبد الله : فنظرت إليه فرأيته فقلت : يا أبه ؟ ها هو ذاك على بغلة شهباء عليه قباء أبيض وقلنسوة بيضاء .

قال فاسترجع وقال : والله ما هذا بيوم ذات السلاسل ولا بيوم اليرموك ولا بيوم أجنادين، وددت أن بيني وبين موقفي بعد المشرقين .

هذا هو الذي عرفه منه معاصروه، وستقف على أحاديثهم، نعم جاء ابن عبد البر بعد لأي من عمر الدهر فتهجس في " الاستيعاب " فعده من فرسان قريش وأبطالهم في الجاهلية مذكورا بذلك فيهم .

ولعل ابن منير [1] المولود بعد ابن عبد البر بعشر سنين وقف على كلامه في " الاستيعاب " وحكمه ببطولة الرجل فقال في قصيدته التترية :

وأقول إن أخطأ معاوية * فمـا أخـطأ الـقـدر

هذا ولم يغـدر معاوية * ولا عـمـرو مـكـر

بطـل بسـوءته يقاتـل * لا بـصارمـه الـذكـر

فإليك ما يؤثر في مواقفه حتى ترى عيه عن القحوم إلى الفوارس في مضمار النضال والدنو من نقع الحومة، وتقف على حقيقته من هذه الناحية أيضا، وتعرف قيمة كلام ابن حجر في " الإصابة " 3 ص 2 من : أن النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) كان يقربه ويدنيه لمعرفته وشجاعته، ولا نسائله متى قربه وأدناه .


[1] أحد شعراء الغدير في قرن السادس تأتي هناك قصيدته التترية وترجمته .

اسم الکتاب : الغدير المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 2  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست