الظهور وافقنا جماعة من العامّة ، سيّما الأشاعرة [١].
ومن قديم
الأيّام إلى حديثه امتلأت الطوامير ، وتوافرت الأساطير من التشاجر بيننا وبين من
خالفنا ، حتّى أنّ أصحاب الأئمّة عليهمالسلام شغلهم وديدنهم كان المخاصمة مع خصمهم في ذلك ، في حضور
الأئمّة عليهمالسلام وغيبتهم [٢] في الأعصار والأمصار ، بل الأئمّة عليهمالسلام بأنفسهم كانوا يباحثون مع خصمهم [٣] ، ويلقّنون
الشيعة هذه المخاصمة ، ويعجبهم مخاصمتهم في ذلك [٤] ، بل ربّما
يظهر أنّ ذلك عمدة السبب في الاحتياج إلى الحجّة في كلّ زمان.
هذا كلّه مضافا
إلى ما ورد في الكتاب والسنّة متواترا من النهي عن العمل بغير العلم [٥] ، والعمل
بالظنّ [٦] والتقليد [٧] ، ولا شكّ أنّ قول المجتهد داخل في الكلّ ، مع أنّ
الأصل عدم حجّية غير العلم ، سيّما في الأحكام الشرعيّة ، لما فيها من الخطر
العظيم ، والضرر الجسيم ، ولذا شدّدوا الأمر فيها غاية التشديد ، وأكّدوا نهاية
التأكيد ، كما لا يخفى على المطّلع.
مع أنّ هذا
الأصل مسلّم عند الأخباريّين والمجتهدين ، حتّى عند العامّة أيضا [٨] ، ولذا في
أصول الفقه في كلّ موضع يتمسّكون بظنّ يطالبون بدليل
[١]لاحظ! شرح
المواقف للإيجي : ٨ / ٢٦٣ ـ ٢٦٧ ، شرح المقاصد للتفتازاني : ٥ / ٤٩ ـ ٥٢.