على علي فقال قم فقاتل حتى نقاتل معك؛ قال على «ع» فيمن نقاتل رحمك اللّه.

(و روى) مسلم فى المجلد الثالث من صحيحه عن همام بن الحارث ان رجلا جعل يمدح عثمان فعمد المقداد و جثا على ركبتيه و كان رجلا ضخما فجعل يحثو فى وجهه الحصى فقال عثمان ما شأنك؟ قال ان رسول اللّه (ص) قال اذا رأيتم للداحين فاحثوا فى وجوههم التراب، هذا لفظ الحديث.

قال صاحب (الطرائف) فى هذا الحديث عدة طرائف.

فمن طرائفه ان الصحابة قد كان يمدح بعضهم بعضا و ما نقل أحد منهم انه حثا فى وجه المادحين التراب فلو لا ان عثمان بلغ الى حال من النقص لم يبلغ اليه أحد من الصحابة لم يحث التراب فى وجه مادحه.

و من طرائفه: ان المقداد ممن أجمع المسلمون على صلاحه و صواب ما يعمله.

و من طرائفه ان عثمان لما كان عالما ان هذا لا يعمل مع أحد قال للمقداد ما شأنك.

و من طرائفه ان هذا قد جرى من المقداد و شاع الى زماننا هذا و ما سمعنا ان احدا من المسلمين انكر على المقداد و لا خطأه.

و من طرائفه ان هذا يقتضى ان من مدح عثمان فكذا ينبغى ان يحثى التراب فى وجهه اقتداء بالمقداد الذى أجمع المسلمون على صلاحه.

و مات المقداد فى سنة ثلاث و ثلاثين من الهجرة فى أرضه بالجرف فحمل الى المدينة و دفن بالبقيع و كان قد شرب دهن الخروع فمات رحمه اللّه.

أبو ذر الغفارى رحمه اللّه‌

اسمه جندب بن جنادة على الأصح ابن سفيان بن عبيدة بن ربيعة بن حزام ابن غفار و قيل اسم أبيه برير بموحدة مصغرا و مكبرا أو عشرقة أو عبد اللّه أو السكن.

قال ابن حجر فى التقريب تقدم إسلامه و تأخرت هجرته فلم يشهد بدرا و مناقبه كثيرة جدا.