اسم الکتاب : الثاقب في المناقب المؤلف : ابن حمزة الطوسي الجزء : 1 صفحة : 114
يا رسول الله [١] قد حان الرواح قال : « أجل » فنادى بلالاً من تحت شجرة كأنّ ظلها ظلّ طائر
فقال : لبيك وسعديك ، وأنا فداك. فقال : « اسرج فرسي » فأخرج سرجاً دفتاه من ليف
ليس فيه أشر ولا بطر ، فركب وركبنا فضاممناهم [٢] عشيتنا.
قال : فلمّا تسامت
[٣] الخيلان ولّى المسلمون مدبرين ، كما قال الله تعالى ، فقال
رسول الله (ص) : « يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله » ثمّ اقتحم (ص) عن فرسه ،
وأخذ كفّاً من تراب فقال : « شاهت الوجوه » فهزمهم الله تعالى.
قال يعلى بن عطاء
: أخبرني أولئك ، عن آبائهم ، أنّهم قالوا : لم يبق منا أحد إلاّ امتلأت عيناه
وفوه تراباً ، وقتلوا ، وسمعنا صلصلة [٤] بين السماء
والأرض كإمرار الحديد على الطست الحديد.
١١١ / ١٤ ـ عن
شرحبيل بن مسلم الخولاني ، قال : إنّ الأسود بن قيس العنسي بينا هو باليمن فبعث
إلى أبي مسلم الخولاني فأتاه ، فقال له : أتشهد أنّي رسول الله؟ قال : ما أسمع.
قال : فتشهد أن
محمّداً رسول الله ؟ قال : نعم. فأمر بنار عظيمة فأججت ثمّ ألقى أبا مسلم الخولاني
فيها ، فلم تضرّه ، فقيل للأسود : إنّك إن لم تنف هذا عنك ، أفسد عليك من اتّبعك ،
فأمره بالرحيل.