responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التّوحيد المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 348

٧ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه‌الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن أسباط ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن الاستطاعة ، فقال : يستطيع العبد بعد أربع خصال : أن يكون مخلى السرب ، صحيح الجسم ، سليم الجوارح ، له سبب وارد من الله عزوجل ، قال : قلت : جعلت فداك فسرها لي ، قال : أن يكون العبد مخلى السرب ، صحيح الجسم ، سليم الجوارح ، يريد أن يزني فلا يجد امرأة ثم يجدها ، فإما أن يعصم فيمتنع كما امتنع يوسف ، أو يخلى بينه وبين إرادته فيزني فيسمى زانيا [١] ولم يطع الله بإكراه ولم يعص بغلبة [٢].


[١] تخلية السرب هي عدم المانع ، وصحة الجسم أن لا يكون مريضا ضعيفا يعاف العمل أو لا يقوى عليه ، وسلامه الجوارح أن يكون له آلة العمل بأن لا يكون عنينا أو أعمى أو أصم أو مشلولا أو غير ذلك ، والسبب الوارد من الله تعالى هو الأسباب التي ليست عند العبد بنفسه ، والحاصل أن لا يكون له مانع من الخارج أو الداخل ويكون له الأسباب من الداخلية والخارجية ، فعند ذلك يحصل له التمكن ولا يبقى له شيء لاختيار أحد الطرفين من الفعل والترك فإن فعل القبيح فبتخليه الله إياه بينه وبن إرادته ، وإن تركه فبالعصمة المانعة ، فهي إما بالقوة القدسية كما في الأنبياء والأوصياء عليهم‌السلام ، أو بالعقل القاهر كما في المؤمنين ، أو بأن يحول بينه وبين قلبه فينفسخ العزم وينتقض الهم ، أو بان يعدم ما لوجوده دخل في الفعل ، أو يوجد ما لعدمه دخل فيه ، فمراده عليه‌السلام بالعصمة ما هو أعم من المصطلحة. وأما الحسن فإنه تركه فبتخلية الله إياه وإن فعل فبتوفيقه تعالى بعد الاستطاعة إذ الاستطاعة على الحسن لا تستلزمه وإن كانت حاصلة في الحال وانتفاء الموانع لأن الإنسان كثيرا ما يتمكن من إتيان الحسن ولا يأتيه ، اذكر قول العبد الصالح شعيب النبي على نبينا وآله وعليه السلام ( إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) ، وللتوفيق علل كالعصمة فافحصها ، ثم إن العبد بعد ما كان له صفة الاختيار لا يستحق من الله تعالى العصمة والتوفيق فإن صنعهما الله تعالى به فبفضله وإن كان أصل الاختيار وعلله أيضا بفضله ، هذه جملة أن تهتد إلى تفاصيلها لم يبق لك شبهة في مبحث الأفعال.

[٢] الفعلان على بناء المجهول ، والمعنى : لا يكره الله عباده على إطاعته ، بل يعصم

اسم الکتاب : التّوحيد المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست