responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 189

فصل (في صفات الامام)

يجب أن يكون الامام معصوما من القبائح و الإخلال بالواجبات، لأنه لو لم يكن كذلك لكانت علة الحاجة قائمة فيه الى امام آخر، لان الناس انما احتاجوا الى امام لكونهم غير معصومين، و محال أن تكون العلة حاصلة و الحاجة مرتفعة، لأن ذلك نقص العلة.

و لو احتاج الى امام لكان الكلام فيه كالكلام في الإمام الأول، و ذلك يؤدي الى وجود أئمة لا نهاية لهم أو الانتهاء الى امام معصوم ليس من ورائه امام، و هو المطلوب.

و انما قلنا «ان علة الحاجة هي ارتفاع العصمة» لأن الذي دلنا على الحاجة [دلنا على جهة الحاجة. ألا ترى أن دليلنا] [1] في وجوب الرئاسة هو أن الفساد تقل عند وجوده و انبساط سلطانه و تكثر الصلاح، و ذلك لا يكون الا ممن ليس بمعصوم لأنهم لو كانوا معصومين لكان الصلاح شاملا أبدا و الفساد مرتفعا، فلم يحتج إلى رئيس يعلل ذلك. فبان أن علة الحاجة هي ارتفاع العصمة و يجب أن تكون مرتفعة عن الامام و الا أدى الى ما بينا فساده.

و ليس يلزم على ذلك عصمة الأمراء و الحكام و ان كانوا رؤساء، لأنهم إذا لم يكونوا معصومين فلهم رئيس معصوم، و قد أشرنا إليه فلم ينتقض علينا.

و الامام لا امام له و لا رئيس فوق رئاسته، فلذلك وجب أن يكون معصوما.

فان قالوا: الأمة أيضا من وراء الامام متى أخطأ عزلته و أقامت غيره مقامه.


[1] الزيادة ليست في ر.

اسم الکتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست