ذهب ممتلئ حكمة وايمانا فافرغه في صدري، ثم اطبقه، ثم اخذ بيدي فعرج بي الى السما الدنيا[1].
اخرجه البخاري متكررا في مواضع عديدة[2] وبالفاظ مختلفة ومتناقضة، وكذا اخرجه مسلم في صحيحه بتفاوت.
وايضا عن انس بن مالك: ان رسول اللّه (ص) اتاه جبرئيل، وهو يلعب مع الغلمان، فاخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظالشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بما زمزم، ثم لامه، ثم اعاده في مكانه، وجا الغلمان يسعون الى امه يعني ظئره فقالوا:
ان محمدا قد قتل فاستقبلوه، وهو منتقع اللون، قال انس: وقد كنت ارى اثر ذلك المخيط في صدره[3].
وهذا الحديث هو من الاحاديث الغريبة وقد اخرجه البخاري ومسلم في كتابيهما، وتبعهما اكثر المؤرخين، اذ ذكروه في كتبهم[4] والمفسرون اعتمدوا على احاديث الصحيحين اعتمادا كبيرا، فذكروا هذه الاسطورة في تفاسيرهم[5] عند ما جاوا على تفسير قوله تعالى: (الم نشرح لك صدرك)[6].
ولكن هذا الحديث جدير بالنقاش والنقد من عدة جهات حتى تتجلى الحقيقة،
[1]صحيح البخاري 1: 97 كتاب الصلاة باب كيف فرضت الصلوات.
[2]صحيح البخاري 4: 165 كتاب بد الخلق باب ذكر ادريس (ع) وص 133 باب ذكرالملائكة، وج5: 67 باب حديث الاسرا، وج9: 182 كتاب التوحيد باب قوله تعالى:
(وكلم اللّه موسى تكليما)، صحيح مسلم 1: 148 كتاب الايمان باب «74» باب الاسرا برسول اللّه (ص) الى السموات وفرض الصلوات ح263.
[3]صحيح مسلم 1: 147 كتاب الايمان باب «74» باب الاسرا برسول اللّه (ص) ح261.
[4]راجع التواريخ، مثل: الطبري، تاريخ الخميس، الطبقات الكبرى، مروج الذهب، سيرة ابن هشام وغيرهم.