علينا من فواضل النعم، و فضلنا
على سائر الأمم، من ذوي الحواس، لقوله جل شأنه (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) و مكننا لنيل سبيل الرشاد بالجد و الاجتهاد، و سهل لنا نهج الهداية،
بدراية الرواية، و رفع درجات العلماء، و جعلهم ورثة الانبياء، و خلفاء الأوصياء، و
فضل مدادهم على دماء الشهداء، و الصلاة و السلام عدد الرمال، و كيل البحار، و ثقال
الجبال على نور الانوار، و سيد الأولين و الآخرين، من الأنبياء و المرسلين، و
سفيره بين العباد، و هادي سبيل الرشاد، و شافع يوم التناد، أول الخلق إبداعا و
أنورهم شعاعا، و أوسعهم باعا محمد (ص) النبي الأمي الهاشمي، و آله الدرر الغرر، و
سادات البشر، و علل الكون وجودا، و اعلاهم كرما وجودا، الذين جعلهم اللّه أعلاما
للهدى، و مصابيح للنجاة من موبقات الردى، و رحمة اللّه و بركاته (و بعد) فان ولدي
الأعز الأغر، الأمجد الأكرم، الأرشد الأشيم، الأوتد الأقوم، الأوحد الأفخم، الأشيد
الأعظم فخر المحققين، و زين المدققين، صاحب الرتبة القدسية، و الملكات النفسية،
التقي النقي، الصفي الورع، ذا الفضل الجلي، و المقدس الولي، الشيخ علي، ابن البارع
السبحاني، و العالم الرباني، الشيخ حسين الخاقاني، قد وثق ركوني اليه، و كنت أستمد
منه لشدة اعتمادي عليه و أذب الخطأ عنه، لما وجدت من فوائد العلوم لديه، و لعمري
حسنت فيه كمال النفس، و بهجة الأنس، و عثرت على مزايا له لم يسمح الزمان بمثلها
لغيره، و رأيت عنده من التحرير ما يشيد به الدين، و فيه ما يغني عن البراهين، و قد
قرأ علي برهة من الزمان و الأحوال، في علم الفقه و الرجال، فوجدته- بحمد اللّه-
نيقدا بصيرا، ولي في غوامض المسائل نصيرا، و على دفع ما يرد علي ظهيرا، و أسأل
اللّه له التوفيق، إنه خير رفيق، و قد استجازني و فقه اللّه لمراضيه، و جعل مستقبل
أمره خيرا