اسم الکتاب : إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي) المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 2 صفحة : 424
327- حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثني الحسن بن خرزاذ، عن
موسى بن القاسم البجلي، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي خالد الكابلي،
قال: رأيت أبا جعفر صاحب الطاق و هو قاعد في الروضة قد قطع أهل المدينة ازراره (1)
و هو دائب يجيبهم و يسألونه، فدنوت منه فقلت ان أبا عبد اللّه نهانا عن الكلام
فقال: أمرك أن تقول لي؟ فقلت: لا و لكنه أمرني أن لا اكلم أحدا.
قال: فاذهب فأطعه فيما
أمرك، فدخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام فأخبرته بقصة صاحب الطاق و ما قلت له
و قوله لي اذهب و أطعه فيما أمرك، فتبسم أبو عبد اللّه عليه السّلام و قال: يا أبا
خالد ان صاحب الطاق يكلّم الناس فيطير و ينقض، و أنت ان قصوك لن تطير.
328- حدثني حمدويه بن
نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس عن اسماعيل بن عبد الخالق، قال: كنت عند
أبي عبد اللّه عليه السّلام ليلا فدخل عليه الاحول فدخل به من التذلل و الاستكانة
أمر عظيم، فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام مالك؟ و جعل يكلمه حتى سكن، ثم قال
له: بما تخاصم الناس؟ قال: فأخبره بما يخاصم الناس؛ قوله: قد قطع أهل
المدينة ازرارة «الازرار» بالفتح جمع زر القميص و الجبرية و غيرهما، بكسر
الزاي و تشديد الراء. و قطع ازراه كناية عن اتعاب السؤال و المناظرين اياه لكثرتهم
و تهجمهم عليه، و منهم من جذبه عن اليمين، و منهم من جذبه عن الشمال يسئلونه و
يجيبهم.
«و هو دائب» مشدودة
بالمناظرة و المجادلة و السؤال و الجواب، يقال: دأب في عمله يد أب من باب منع، دؤب
بالضم فهو دائب، أي جد و تعب، فهو مجد تعبان.
و منه في التنزيل
الكريم «وَ سَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دائِبَيْنِ»[1] اي مجدين في
المسير غير منقطعين عن السير لتدبير الكائنات في عالم الكون و الفساد.