responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي) المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 259

لا أعلمك الا و قد خسّرت نفسك و تبّرت دينك و غششت رعيتك (1) و أخربت أمانتك و سمعت مقالة السفيه الجاهل و أخفت الورع التقي لا جلهم- و السّلام.

فلما قرأ معاوية الكتاب، قال: لقد كان في نفسه ضب ما اشعر به.

فقال يزيد يا أمير المؤمنين أجبه جوابا تصغر اليه نفسه، و تذكر فيه أباه بشي‌ء فعله قال: و دخل عبد اللّه بن عمرو بن العاص، فقال له معاوية: أما رأيت ما كتب به الحسين؟ قال و ما هو؟ قال: فأقرأه الكتاب، فقال و ما يمنعك أن تجيبه بما يصغر اليه نفسه؟ و انما قال ذلك في هوى معاوية، فقال يزيد كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأي؟ فضحك معاوية فقال: أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك، قال عبد اللّه: فقد أصاب يزيد.

فقال معاوية أخطأتما أ رأيتما لو أني ذهبت لعيب عليّ محقا ما عسيت أن أقول فيه، و مثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل و ما لا يعرف، و متى ما عبت به رجلا بما لا يعرفه الناس لم يخول به صاحبه و لا يراه الناس شيئا و كذبوه، و ما عسيت أن أعيب حسينا، و اللّه ما أرى للعيب فيه موضعا و قد رأيت أن أكتب اليه أتوعده و أتهدده ثم رأيت ألا أفعل و لا أمحله.

قوله عليه السّلام: لا أعلمك الا و قد خسرت نفسك و تبرت دينك و غششت رعيتك‌ «خسرت» باهمال السين المشددة بعد الخاء المعجمة، أي أهلكتها من التخسير بمعنى الاهلاك.

و «تبرت» بتشديد الباء الموحدة بعد التاء المثناة من فوق، من التتبير تفعيلا من التبر- بفتح التاء المثناة من فوق و اسكان الباء الموحدة- بمعنى الكسر و الاهلاك، و التبار- بالفتح أيضا- الهلاك.

و ايم اللّه لقد بلغ معاوية من خسارة نفسه و تبار دينه و غشه رعيته الى خيانته اياهم في الدين أمد الاحد فوقه.

اسم الکتاب : إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي (مع تعليقات مير داماد الأسترآبادي) المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست