responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 24

أعطيهم، وما عسى ان يبلغني من هذا اللبن؟ ولم يكن من طاعة الله ورسوله بد فأتيتهم فدعوتهم فاقبلوا فاستأذنوا فاذن لهم واخذوا مجالسهم فقال (صلى الله عليه وآله) يا أبا هر خذ فاعطهم؛ فاخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد على القدح فاعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرده عليّ فاعطيه الآخر فيشرب حتى يروى‌، ولم ازل حتى انتهيت الى النبي (صلى الله عليه وآله) وقد روى القوم كلهم فاخذ القدح وتبسم اليَّ فقال: أبا هر بقيت أنا وأنت، قلت: صدقت يارسول الله قال: اقعد فاشرب؛ فقعدت فشربت، قال، اشرب فشربت، فما زال يقول: أشرب؛ حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق ما اجد له مسلكاً قال: فأرنيه. فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة [1].

وفي صحيح البخاري [2] عن أبي هريرة قال: رأيتني واني لا خر فيهما بين منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى حجرة عائشة مغشياً على فيجئ الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى اني مجنون وما بى من جنون مابى إلا الجوع أهـ.

وكان ذو الجناحين جعفر بن أبي طالب (عليهم السلام) كثير البر والاحسان والصدقة والعطف على البائسين. فكان يطعم أبا هريرة من جوع فوالاه


[1] ـ هذا الحديث اخرجه البخاري في عدة مواضع من صحيحه وهو من أعلام النبوة ـ لوصح ـ فما ندرى لم لم يروه غير أبي هريرة؟ وهلا حدث بهذه الآية شركاء أبي هريرة في اللبن على الاقل؟ وما ندرى هل كان ثمة مقتض للتحدي والاعجاز؟ وموجب لخرق العادات؟ فان مثل هذه الآية لاتكون إلا عند الاقتضاء ونحن نؤمن بآيات الله تعالى ومعجزات رسله ومع ذلك فان الظاهر ان الحديث مما تزلف به أبو هريرة إلى غوغاء الناس وعوامهم بعد وفاة كبراء الصحابة لم يبق منهم من يخشاه.

[2] ـ راجع من جزئه الرابع ص 175 تجده في أواخر كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة.

اسم الکتاب : أبو هريرة المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست