إلى ما ألجئوه إليه بعد موته. انتهى
كلامه- ره- و من تلك الأشعار قوله في أبيات كثيرة:
أنت النبيّ محمّد
قرم أعزّ مسوّد
لمسوّدين أكارم
طابوا و طاب المولد
ما زلت تنطق بالصواب
و أنت طفل أمرد
و من تلك
الأبيات قوله يخاطب رسول اللَّه 6 و يسكّن جاشه و يحضّه على
إظهار الدّعوة و يغريه بها:
لا يمنعنّك من حقّ تقوم به
أيد تصول و لا سلق بأصوات
فإنّ كفّك كفّي إن مليت بهم
و دون نفسك نفسي في الملمّات
و اعلم أنّ
هذه الأشعار إن لم تكن آحادها متواترة فمجموعها يدلّ على تواتر معنويّ أعني أنّها
تدلّ على أنّ أبا طالب مات مسلما. و نظيره غير عزيز، مثلا أنّ الأخبار الدالّة على
شجاعة أمير المؤمنين 7 و إن لم تكن آحادها متواترة لفظا، فمجموعها يدلّ
على أمر واحد مشترك يفيد العلم الضروري بشجاعته 7، و كذلك الكلام في
سخاء حاتم و نظائرهما.
ثمّ نقول: من
جانب المراء و الاعتساف، و نظر نظرة في تلك القصائد بعين العدل و الإنصاف. رأى
أنّها ما صدرت إلّا من قلب مؤمن بما قال، فانّ الكلام الصادر عمّن ليس مؤمنا به لا
يتجلّى بتلك التجلّيات الساطعة، و لا يسبك بتلك الأساليب الباهرة، بل يلوح منه
التكلّف و التعسف.
و في الكافي:
عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري، عن عبيد
بن زرارة، عن أبي عبد اللَّه 7. قال: لمّا توفي أبو طالب نزل جبرئيل
على رسول اللَّه 6 فقال: يا محمّدا خرج من مكّة فليس لك فيها
ناصر، و ثارت قريش بالنبيّ 6فخرجهارباحتّىجاءإلىجبلبمكّة يقال له الحجون فصار إليه.
(الحديث 31
من أبواب تاريخ مولد النبيّ 6 من اصول الكافي، ص 369، ج 1 من
مرآة العقول، و في الوافي في باب ما جاء في عبد المطلب و أبي طالب ص 160 ج 2).