responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 329

مللنا و طال الانتظار فجد لنا* * * بحقك يا قطب الود بزورة

فأنت لهذا لا قدما معين‌* * * كذلك قال اللّه انت خليفتي‌

و يظهر ان الشيعة كلهم متفقون على الاعتقاد بالمهدي و اما اهل السنة فعلماؤهم على خلاف في شأنه و ذلك لان الاحاديث التي خرّجها علماؤهم على شهرتها و كثرتها لم يرد منها شي‌ء في الصحيحين اي صحيح الامام البخاري الذي ولد في بخارى سنة 194 ه و توفي في بغداد سنة 256 ه. و صحيح الامام مسلم الذي ولد توفي في نيسابور سنة 261 ه و المعلوم ان الصحيحين عند اهل السنة مقدمان على سائر كتب الاحاديث فكلما جاء فيها لزمهم قبوله و العمل به بخلاف الاحاديث التي لم ترد فيها فانه لا يلزمهم قبولها بل هم مخيرون بين القبول و الرد لذلك و لما كانت جميع الاحاديث المروية في غير الصحيحين اختلف علماء السنة فيه فمنهم من اعتمد تلك الاحاديث فانتظر ظهور المهدي و منهم من لم يعتمد ذلك فلم ينتظر ظهوره. و في هذا الباب بحث طويل فى مقدمة ابن خلدون في كلامه عن الفاطمي و ما يذهب اليه الناس فمن اراد الاسهاب فليراجعه هناك‌

على ان هذا الخلاف بين علماء السنة لم يؤثر شيئا في اعتقاد الجمهور في ظهور المهدي و قد ظهر بين المسلمين من اهل السنة و الشيعة في كل العصور رجال ادعوا المهدية فحامت حولهم الابصار فمنهم من ساعدتهم الاقوام و الاحوال فاسسوا دولا عظيمة دامت زمانا طويلا و منهم و هم الاكثر لم يكادوا يظهرون بدعواهم حتى طوى الزمان ذكرهم لان الاحوال لم تكن معدة لنجاحهم‌

«مدّعوا المهدية في الاسلام» و اشهر الذين ادعوا المهدية من اول الاسلام الى الآن:- «محمد بن عبد اللّه» الملقب بالنفس الزكية ظهر في المدينة سنة 145 ه في عهد الخليفة المنصور ثاني الخلفاء العباسيين فدعا الناس اليه و كان له اخ اسمه ابراهيم فنصره ففتح البصرة و الاهواز و فارس و مكة و المدينة و بعث عماله الى اليمين و غيرها و كان ذلك في زمن الامام ملك فأفتى له وشد ازره فكثرت دعاته حتى كاد يذهب بالدولة العباسية لو لم يستدرك المنصور امرة و يتغلب عليه و يقتله‌

«و عبد اللّه المهدي بن محمد الحبيب بن جعفر الصادق» مؤسس الدولة الفاطمية في المغرب التي فتحت الديار المصرية في اواسط القرن الرابع للهجرة و بنت مدينة القاهرة على يد القائد جوهر كما سبق ذكره و قد اتسعت دولة الفاطميين و امتدت سلطتهم و طالت ايام حكمهم كما هو مشهور

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست