responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 324

و في الصباح التالي 26 منه الساعة الاولى بعد نصف الليل زحف الدراويش من كلا كلا بقيادة ولد النجومي و انقسموا فرقتين فرقة تهاجم السور بين النيل الابيض و باب المسلمية و فرقة تهاجمه من ناحية بورى و كان السور بين باب المسلمية و النيل الابيض قد تهدم بعضه مما يلي النيل لمجاورته ارضا يغمرها ماء النيل في فيضانه. و كان الماء قد انحسر عنه اذ ذاك و تهدم بعضه فتكونت فيه ثغور دللنا عليه بتقطيع السور هناك الى نقط. فعول الدراويش على ان يدخلوا المدينة من تلك الثغور على انهم اذا فازوا بالدخول منها عدلوا عن الهجوم من جهة بوري و دخل القسمان معا من جهة النيل الابيض‌

فزحفوا سكوتا تحت جناح الليل لا يسمع لهم حركة حتى صاروا عند تلك الثغور فردموا الخندق و وسعوا الثغور و صاحوا صياح الحرب قائلين «في سبيل اللّه» و دخلوا يزاحم بعضهم بعضا و قد غاصوا في الاوحال الى الركب فبغتت الحامية فاطلقت بعض الطلقات و كان فرج باشا قائد الحصون على باب المسلمية فما انتبه الّا و قد قضي الامر و لم تبق فائدة بالدفاع ففتح الباب و سلم فانهال الدراويش على المدينة كالسيل و هم ينادون «للكنيسة ... للسراي» و امنعوا في الاهالي المساكين قتلا و نهبا لم يبقوا و لم يذروا. و سار بضعة منهم الى السراي حيث يقيم غوردون و كان قد يئس من قدوم الحملة و بات تلك الليلة حوالي نصف الليل و لم يكد يغمض جفنه حتى سمع اطلاق النار فصعد الى سطح السراي و اشرف على الاسوار فرأى العرب قد دخلوا السور و لم يعد باليد حيلة فلبس ثيابه و تقلد سلاحه و همّ بالنزول فلاقاه ثلاثة من الدراويش في اعلى السلم فسأل اولهم قائلا «ابن محمد احمد» فاجابه بطعنة قاضية و ضربه آخر بالسيف فخر قتيلا و لم يبد دفاعا. و يقال ان قتلته من رجال ولد النجومي و لم يكن ولد النجومي معهم فجاء بعدئذ فساءه قتله فامرهم بجر جثته الى باحة السراي و ان يقطع رأسه و يحمل الى المهدي في ام درمان‌

هكذا سقطت الخرطوم عاصمة السودان في ايدى الدراويش و بسقوطها سقط كل بافتتاحها. و لكن المهدي لم يقم فيها بل اقام في أم درمان و بنى هناك مدينة جعلها عاصمة ملكه من ذلك الحين‌

اما الحملة الانكليزية فانها انسحبت من المتمة الى كورتى فاقامت هناك مدة ثم عادت الى دنقلا فمصر فسحبت معها كل من اراد مرافقتها من سكان شمالي كورتى و اصبحت السودان و ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست