responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 323

رجال ولد النجومي وحدهم بلغوا عشرين الفا. فربما كانت قوة الدراويش كلها ستين الفا و سبعين او اكثر

اما غوردون فلم يقض في الخرطوم شهرين حتى نفدت النقود من خزينتها فاصطنع نقودا من الورق بفئات متفاوتة يتعامل بها الناس الى اجل مسمى. على ان ذلك قلما خفف من ضيق اهل الخرطوم و نزلائها فانهم ما انفكوا يشعرون بالضيقة يوما بعد يوم و الحصار يزيدهم تضيقا جتى اصبحوا محاطين بالعدو من كل جهة و قلّ مالهم او نفذ و جاعوا و غوردون يصبرهم و يعدهم بقرب وصول الحملة الانكليزية لانقاذهم و لكنها تأخرت كثيرا فملّ الناس الانتظار و اشتد الجوع حتى اكلوا لحوم القطط و الكلاب و مضغوا سعف النخل و جذور الذرة كل ذلك و هم واثقون بوعد غورودن و لكنهم اصبحوا يسيئون الظن به اخيرا

«سقوط الخرطوم فعلى ما يأتي»

و قد ذكرنا أن المهدي حاصر الخرطوم و شدد الحصار عليها لكي تسلم من الجوع فلم تمضي مدة حتى انبأه جواسيسه ان الحملة الانكليزية قادمة لانقاذ الخرطوم و غوردون فبعث اليها جندا لاقاها في أبي طليح تحت قيادة موسى ولد الحلو و ابي صافية فعادت خاسرة فارسل جندا آخر الى المتمة بقيادة نور عنجة فانكسر ايضا كما تقدم. فلما بلغه خبر انكسار رجاله اراد التمويه على اتباعه فامر باطلاق مئة قنبلة و هي اشارة النصر عندهم فاطمأن الدراويش و لكن محمد احمد جمع أمراءه و خلفاءه في جلسة سرية و قال لهم ان الحضرة جاءته فاوحت اليه أن يهاجر الى الابيّض. فاعترضه الامير محمد عبد الكريم قائلا «ان الهجرة ميسورة لنا في كل حين و الطريق الى الابيض مطلق لنا فلنهاجم الخرطوم اولا فاذا امتنعت علينا هاجرنا الى الابيض و اذا فتحناها فلا يقوى الانكليز و لا غيرهم على اخذها منا» فاستحسن المهدي رأيه و صبر بضعة ايام و هو يستقصي أخبار الانكليز و حركاتهم. و في 25 يناير بلغه قيام الباخرتين من المتمة فاقر على مهاجمة المدينة في الصباح يوم الاثنين في 26 يناير سنة 1885» فبعث الى القوات المحاصرة يقول انه علم بالوحي ان اللّه قد جعل ارواح أهل الخرطوم كلها في قبضته‌

و في مساء ذلك اليوم 25 منه قطع المهدي النيل الابيض من ام درمان و كل من اراد الجهاد معه و نزل الى معسكر ولد النجومي في كلا كلا و خطب هناك خطابا حث رجاله فيه على الجهاد و اوصاهم ان لا يقتلوا غوردون باشا. و لما اتم خطابه عاد ببطانته الى ام درمان‌

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست