responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 321

من التسليم فبعث الى المهدي بذلك و أن ينفذ اليه بعض اقاربه ليسلم البلاد له فبعث اليه الامير محمد خالد و يكنى زقل اميرا على دارفور و اوصاه بسلاتين باشا خيرا. فوصل الدراويش دارا و نهبوها و ارسلوا بعضا من حسانها هدية للمهدي. و جاء سلاتين مخفورا الى الابيّض و بايع المهدي و اظهر الاسلام و الايمان بالدعوة و سمي عبد القادر. و قام سلاتين من ذلك الحين ملازما لعبد اللّه التعايشي يقف عند بابه في جملة الملازمين‌

«حركات الدراويش»

فلتنظر في حركات الدراويش و اجرا آتهم في معسكرهم في اثناء حصار الخرطوم ملخصا عما رواه سلاتين باشا في كتابه «السيف و النار في السودان» و ما احكاء غيره من الاسرى الذين رافقوا تلك الحوادث داخل الخرطوم و خارجها

تركنا المتمهدي و قد عاد ظافرا الى الابيض بخيله و رجاله فبعد وصوله اليها انفذ بعض امرائه لتأييد سلطته في الدارفور و بحر الغزال و ما جاورهما ثم علم ما كان من امر السودان الشرقي و ظفر عثمان دقنا في سنكات و تمانيب و التب و حصار كسلة

و تكاثر دعاة المهدي بعد انتصاره على هيكس و تقاطر الناس اليه قبائل و جماعات قياما بنصرته و كانوا يعسكرون بخيامهم و ابلهم و خيلهم حول الابيض فقلت مياه الابيض فخاف المهدي ان يصيبهم جهد فاشار بالانتقال الى الرهد و فيها الماء غزيرا فاتقلوا اليها رجالا و نساء و اولادا في اواسط ابريل سنة 1884 باجمالهم و اثقالهم و دوابهم و اقاموا هناك و المهدي يقضي نهاره في الصلاة و الوعظ و الحث على الجهد. ثم سمع بخروج الجنود المصرية من الخرطوم على اهل الجزيرة فبعث محمد ابا جرجا اميرا عليها في عدد عظيم من الدروايش على ان يمد اهل الجزيرة و يحاصر الخرطوم. فحصلت بينه و بين جنود الخرطوم وقائع انتصرت في اولها الجنود المصرية ثم عادت العائدة عليهم بعد ذلك كما رأيت. و ارسل المهدي الشيخ محمد الخير اميرا على بربر فسار اليها و حاصرها و فتحها و ارسل مديرها حسين باشا خليفته اسيرا الى معسكر المهدي في كوردو فان. فالتقى بسلاتين باشا و تشاطرا مصيبة الاسر. اما دنقلة فكان مديرها مصطفى ياور «ثم صار مصطفى باشا» قد كتب الى المهدي غير مرة ان يسلم اليه فلم يكن هذا الى تسليمه بل بعث السيد محمد علي و بعض الشائقية ليحبسوه فحاربهم و فرق شملهم و كان الماجور كتشنر «اللورد كتشنر باشا» قد جاء بمهمة سرية لاستطلاع نوايا مصطفى بك ياور و احوال السودان فشهد بعض مواقعه مع الدراويش‌

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست