اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد الجزء : 1 صفحة : 289
اقاربهن و احبتهن من النساء و يضرب الرجال على صدورهم ايضا كذلك ثم يؤتى بالميت الى محل التصبير و للتصبير ناس مخصوصون فيعرضون على اهل الميت صورا من خشب منقوشة في القدر الطبيعي اعظمها صورة من لا اذكر اسمه ثم صور اقل و هكذا فيختار اهل الميت واحدة على حسب اقتدارهم يتوافقون معهم على الثمن و المنصرف و قال بورفير انه عند تصبير جثة المعتبرين تخرج الامعاء و توضع في صندوق يعرضها احد المصريين على الشمس و هو يقول على لسان الميت «يا أيتها الشمس سلطانة هذا العالم و يا آلهة يا من افضتم الحياة على الخلق اقبلوا و انوا لي أن أسكن مع الباقين فقد امضيت عمري في عبادة آلهة آبائي و لم اتحول عن تعظيم من نشأ عنهم هذا الجسم و لم اقتل احدا و لم اسرق و لم افعل اساءة و ان كان حصل مني خطأ عند أكلي و شربي فهو لهذه الاشياء يعني الامعاء فهي السبب في الخطأ» و بعد انتهاء مقالته يرمي الصندوق في البحر
«المرام في تحنيط الميت»
ان الحياة في الآخرة عند قدماء المصريين انهم لم يتفقوا على شكل هذا العالم الثاني. و كان لهم اربع عقائد في هذه المسألة. الاولى: أن لروح بعد الموت كانت تبقى في جوار الجثة و تعيش العيشة التي تعيشها و هي على قيد الحياة. و لذلك كانوا يقدمون لها الطعام و الشراب و يبنون بيتا صغيرا على انموذج البيت الذي كان يعيش فيها صاحبها. و من هنا استنتج ان عادة وضع الطعام على القبور في الوجه القبلي الآن بقية من العقائد المصرية القديمة
الثانية: انهم كانوا يعتقدون ان الروح بعد الموت تذهب الى ملكوت «اوزوريس» و كانوا يصورون الحياة هناك على نحو ما هي في عالما و لذلك كانوا يصنعون تماثيل صغيرة للخدمة حتى يقوموا بخدمة سيدهم
و الثالثة: ان الميت كان يذهب الى قارب الشمس الذي يدور حول العالم مرة في اليوم و للوصول الى هذا القارب كانوا يصنعون قاربا صغيرا يركبه الميت حين تأتيه الدعوة عن الاله
و العقيدة الرابعة: انهم كانوا يظنون ان الميت يحتاج الى جثة في العالم الآخر و من هنا جاءت شدة اعتنائهم بعملية التحنيط. فترى اذن من هذا ان عملية التحنيط لم تكن الا واحدة من اربع طرق للدفن و بعبارة اخرى لم تكن عامة كما هو مشهور
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد الجزء : 1 صفحة : 289