responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 151

الفلوب. و في سنة 813 ه ظهرت في الفاهرة ثورة دينية ذهبت بحياته. و ذلك ان احد امراء المماليك المدعو ابا النصر الملقب بالشيخ المحمودي الظاهري نسبة الى سيده الامير محمود احد امراء الملك الظاهر برقوق و كان الملك الظاهر قد اعتقه و وعده بالمناصب الحربية فطمحت ابصاره الى السلطنة فاستخدم لهذه الغاية الخليفة المستعين باللّه و قد ولي الخلافة بعد الخليفة المتوكل على اللّه منذ خمس سنوات. و كان الخلفاء العباسيون منذ استئصال شوكتهم من بغداد و انتقالهم الى القاهرة لا يخرجون في اعتبار الاهالي عن حد السلطة الدينية و كانوا يلقبونهم بالأئمة. فاسرّ الشيخ المحمودي الى المستعين انه يقدر ان يعيد السلطة السياسية كما كانت لاسلافه و قال له «ان الناس ميالون الى ذلك بكليتهم و هم مستعدون لمبايعتكم و تنفيذ اوامركم» فتنبه في قلب الخليفة حب السيادة فوافق الشيخ المحمودي. و كان فرج اذ ذاك في دمشق فاتفقا على استقدامه فانفذا اليه اولا ان يتنازل عن الملك فاجاب أن لا جواب عنده غير السيف و اخذ في اعداد مهمات الحرب و مثل ذلك فعل الخليفة و الشيخ المحمودى و تقدم الجيشان لكنهما لم يتلاحما حتى اصدر الخلية امرا بتوقيعه فجاء بما لا يجى‌ء به السيف و نصه «من الامام ابي الفضل المستعين باللّه امير المؤمنين الى اهل مصر.

اعلموا اننا قد خلعنا فرج بن برقوق عن سلطنة مصر و الشام لان سيدهما الحقيقي انما هو الخليفة خليفة الرسول (صلعم) فويل لمن خالفه»

فلما دار ذلك بين الجيوش اعرضوا عن فرج و لم يبقى له نصير فحاول الفرار فلم ينج فقبض عليه و قيد الى الخليفة فانتحل له ذنبا يستوجب عليه المحاكمة- و هو انه كان قد اضطر لكثرة ما انفقه الى محاربة التتر أن يضرب ضرائب فوق العادة فرفعت عليه عرائض التشكي الى مجلس الائمة و الفقهاء انه اختلس الاموال و خرب البلاد و انه تمرد على الخليفة ظل اللّه على الارض فاتخذ الخليفة ذلك ذريعة للحكم على فرج بالاعدام فقتلوه في 25 محرم سنة 815 ه خارج اسوار دمشق و تركوا جثته ملقاة على دمنة هناك‌

«سلطنة الامام المستعين باللّه»

فاجتمعت السلطتان الروحية و السياسية للمستعين باللّه فبايعه الامراء و قواد الجند و لقبوه بالملك العادل فاستلم مقاليد الاحكام و جعل الشيخ المحمودي اتابك العسكر و مدير المملكة. و اخذ في اصلاح الاحوال و وجه انتباهه الى ما يكتسب قلوب الرعية فاعاد الامن الى البلاد بمقاصة المعتدين و اظهر لياقته لما عهد اليه فشرع في تنظيم الاحكام و انصاف المظلومين و بذل العطاء فاحبه الناس. أما الشيخ المحمودي فانه قام بهذه الثورة

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست