responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 115

في المسير اليه فجمع جنده و كانوا متفرقين في الساحل و ساربهم حتى اتى بيت المقدس يوم الاحد 15 رجب سنة 583 ه. و كان به البطريرك المعظم عندهم و هو اعظم شانا من ملكهم. و به أيضا باليان بن بيرزان صاحب الرملة و كانت مرتبته عندهم تقارب مرتبة الملك و به أيضا من خلص من فرسانهم من حطين. و قد جمعوا و حشدوا و اجتمع اهل تلك النواحي من عسقلان و غيرها فاجتمع به كثيرا من الخلق كلهم يرى الموت ايسر عليه من ان يملك المسلمون بيت المقدس و يأخذوه منهم و يرى ان بذل نفسه و ماله و اولاده بعض ما يجب عليه من حفظه. و حصنوه تلك الايام بما وجدوا اليه سبيلا. و صعدوا على سوره بحدهم و حديدهم مجمعين على حفظه و الدفاع عنه بجهدهم و طاقتهم. مظهرين العزم على المناضلة دونه بحسب استطاعتهم و نصبوا المنجنيق ليمنعوا الدنومنه و النزول عليه. و لما قرب صلاح الدين منه تقدم امير في جماعة من اصحابه غير محتاط و لا حذر فلقيه جمع من الصليبيين قد خرجوا من القدس فقائلوه و قاتلهم فقتلوه و قتلوا جماعة ممن معه. فاهم المسلمين قتله و فجعوا بفقده و ساروا حتى نزلوا على القدس في منتصف رجب فلما رأى المسلمون على سوره من الرجال ما هالهم و سمعوا لاهله من الغلبة و الضجيج من وسط المدينة ما استدلوا به على كثرة الجمع. و بقى صلاح الدين خمسة ايام يطوف حول المدينة لينظر من اين يقاتلها لانها في غاية الحصانة و الامتناع فلم يجد عليها موضع قتال الا من جهة الشمال نحو باب عمود او كنيسة صهيون فانتقل الى هذه الناحية في العشرين من رجب و نزلها و نصب تلك الليلة المنجنيقات فاصبح من الغد و قد فرغ من نصبها و رمى بها. و نصب الصليبيون على سور البلد منجنيقات و رموا بها و قوتلوا أشد قتال رآه أحد من الناس كل واحد من الفريقين يرى ذلك دينا و حتما واجبا فلا يحتاج فيه الى باعث سلطاني بل كانوا يمنعون و لا يمتنعون و يزجرون و لا يزدجرون. و كان خيالة الصليبيين كل يوم يخرجون الى ظاهر البلد يقاتلون و يبارزون فيقتل من الفريقين- و ممن قتل من المسلمين الامير عز الدين عيسى بن مالك و هو من اكابر الامراء و كان أبوه صاحب قلعة جعبر و كان يصطلى القتال بنفسه كل يوم فقتل. و كان محبوبا الى الخاص و العام. فلما رأى المسلمون مصرعه عظم عليهم ذلك و اخذ من قلوبهم فحملوا حملة رجل واحد. فازالوا الصليبيبن عن مواقفهم فادخلوهم بلدهم و وصل المسلمون الى الخندق فجاوزوه و التصفوا الى السور فنقبوه و زحف الرماة يحمونهم و المنجنيفات توالى الرمي لتكشف الصليبيين عن الاسوار ليتمكن المسلمون من النفب. فلما نقبوه حشوه بما جرت به العادة فلما رأى الصليبيون شدة قتال المسلمين و تحكم المنجنيفات بالرمي المتدارك و تمكن النقابين من؟؟؟ و انهم قد أشرفوا على الهلاك‌

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست