اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد الجزء : 1 صفحة : 104
استدعاء الافضل له و لاخيه لمبايعة أخيهما. فلما خرج نزار ليأتي بوصية ابيه له بالخلافة سار من القصر متنكرا و معه ابن مصال الى الاسكندرية و فيها الامير نصر الدولة افتكين احد مماليك امير الجيوش بدر الجمالي و دخلا عليه ليلا و اعلماه بما كان من الافضل و تراميا عليه و وعده نزار بأن يجعله وزيرا مكان الافضل فقبلهما اتم قبول و بايع نزارا و احضر اهل الثغر لمبايعته فبايعوه و نعته بالمصطفى لدين اللّه
فبلغ ذلك الافضل فأخذ يتجهز لمحاربتهم و اخرج في آخر محرم سنة 488 ه بعساكره الى الاسكندرية فبرز اليه نزار و افتكين و كانت بين الفريقين وقائع شديدة انكسر فيها الافضل و رجع ممن معه منهزما الى القاهرة. فقوي نزار و افتكين و صار اليهما كثير من العرب. و اشتد نزار و عظم و استولى على الوجه البحري و اخذ الافضل يتجهز ثانية لمحاربته ودسّ الى اكابر العربان و وجوه اصحاب نزار و افتكين و وعدهم. و سار قاصدا الاسكندرية فنزل اليها و حاصرها حصارا شديدا و الح في مقاتلتها فلما كان في ذى القعدة و قد اشتد البلاء من الحصار جمع ابن مصال ماله و فرّ في البحر الى جهة بلاد الغرب فانكسرت شوكة نزار و اشتد الافضل و تكاثرت جموعه فبعث نزار و افتكين اليه يطلبان الامان فأمنهما و دخل الاسكندرية و قبض على نزار و افتكين و بعث بهما الى القاهرة. فأما نزار فانه قتل في القصر بأن اقيم بين حائطين بنيا عليه فمات بينهما. و اما افتكين فقتله الافضل بعد قدومه
فعاد السلام الى المملكة فعكف الافضل على استرجاع البلاد التي كانت قد خرجت من الدولة الفاطمية و دخلت في حوزة دولة الارتقيين
و في يوم الثلاثاء 17 صفر سنة 495 ه توفى الخليفة المستعلي باللّه في القاهرة بعد ان حكم 7 سنوات و شهرين و له ولد اسمه المنصور لم يبلغ السادسة من عمره فكان شاهين شاه وصيّا عليه كما كان وصيّا على ابيه قبله. و كان قد عهد اليه ان يلقبه عند مبايعته بالآمر باحكام اللّه ففعل
«خلافة الآمر بن المستعلى»
و كان الصليبيون في اثناء ذلك لا يزالون في فتوحهم بسوريا و قد فازوا لانقسام الدول الاسلامية. و كان الواجب في مثل هذه الحال ان يتحدوا يدا واحدة لمقاومة اعدائهم لكنهم جلؤا بالعكس فانقسمت الآراء و تشتتت القوات فكانت تلك فرصة لجماعة الصليبيين لم يضيعوها لان (كونت سنجيل) بعد ان استولى على طرسوس
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد الجزء : 1 صفحة : 104