responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها المؤلف : كارستن نيبور    الجزء : 1  صفحة : 342

لإكمال رحلتنا إلى بيت الفقيه، و قدّم العشاء لخدمنا و حصلنا على علف لحميرنا، و رأس غنم لعشائنا، كما دفع إيجاز منزلنا.

في 29 تموز/ يوليو، توجهنا من موفاق إلى سهّان(Seh n) ، فسرنا ميلين و 5/ 8 الميل إلى الجنوب الغربي تقريبا. يحاذي الدرب الجبال حينا، و يمر فوقها حينا آخر، لكنه سيى‌ء معظم الوقت فاحتجنا إلى خمس ساعات على الحمير، و احتاجت الجمال لثماني ساعات لقطعه. و تقع قرية جراني(Dsjurani) قرب موفاق، فيما تفصل مسافة قصيرة بين سهان و قريتي يوان(Yoan) و منقلا(M ngala) . و نجد بين موفاق و سهان، ستة خزانات كبيرة، تتجمع فيها مياه الأمطار لتستخدم للشرب لكنها غير صالحة في بعض المواسم لأن الخزانات نادرا ما تنظف، و لا تغطى أبدا. و هبت عاصفة هوجاء، بعد الظهر، ترافقت مع سقوط أمطار و برد كثيف.

و رأينا في ذاك اليوم، عائلة متشردة، و هي المرة الأولى التي نصادف عائلة كهذه في اليمن، و لم يكن يملك هؤلاء أيّ خيام، إنما يكتفون بالتخييم تحت شجرة ما، و يجرّون وراءهم الحمير و الكلاب و الغنم و الدجاج.

و نسيت أن أسأل عن الاسم الذي يطلق على هذه الجماعات التي تشبه إلى حدّ بعيد جماعات الغجر، لأنهم لا يبقون مطولا في المكان عينه، بل ينتقلون من قرية إلى قرية يتسولون و يسرقون. و يتصدق عليهم الفلاحون بطيب خاطر كي يتخلصوا منهم بسرعة، و تقدمت منا فتاة حاسرة عن وجهها طالبة منّا حسنة.

في 30 تموز/ يوليو، غادرنا سهان، و كان إقليم موفاق إلى الجنوب الشرقي من الدرب التي سلكناها، فيما كان الجبل و إقليم حرّاث(Harras) إلى الشمال الغربي. و أخذ الدرب يسوء، لكنه تحسّن فيما بعد، و أصبح متعرجا حول الجبال إلى الجنوب الغربي تقريبا. و تقع حالسي(Halesi) على جبل حراث قرب سهان، و بعد ساعة، وصلنا إلى معبر ضيّق بالكاد يمرّ منه جمل واحد. نجد على جهتي هذا الدرب صخورا و عرة، و قد حفرت مياه الأمطار التي سقطت بغزارة في الليلة الماضية، في هذا المضيق حفرة بلغ عمقها سبع إلى ثماني أقدام، مما جعل عبوره مستحيلا على جمالنا و حميرنا. و فقد العرب الذين يرافقوننا الأمل بالوصول، و بغياب أي سبيل آخر في الجوار، رأى معظمهم أنّ علينا العودة إلى صنعاء، و منها إلى ذمار و تعز. لكن بما أننا لم نشأ سلوك هذه الدرب الطويلة، و بما أنّ الوقت لا يسمح لنا بذلك، قررنا إقامة جسر فوق هذه الحفرة، فتفاجأ العرب من مشروع كهذا، ظنّا منهم أنه يتطلب على الأقل يومي عمل.

و باشرنا بالعمل، فأخذنا نجمع الحجارة، و ساعدونا بعد أن رجونا بعضهم و قطعنا و عودا للبعض الآخر، و بعد ساعتين و نصف من العمل الجاد، تمكنّت جمالنا و حميرنا من المرور. و يعتقد العرب الذين يرافقوننا، أن صاحب الدولة الأول في اليمن، لو وصل إلى هذا المعبر لفضّل العودة إلى صنعاء على القيام بعمل كهذا.

و على مسافة قريبة من هذا المكان، وصلنا إلى مقهى يدعى أدورة(Eddora) ، و وقفنا قربه على أرض‌

اسم الکتاب : رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها المؤلف : كارستن نيبور    الجزء : 1  صفحة : 342
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست