responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها المؤلف : كارستن نيبور    الجزء : 1  صفحة : 30

ملاحظات من القسطنطينية

وردنا الكثير من الوصف للقسطنطينية أو اسطمبول، كما يسميها الأتراك، فلا يسعني إضافة أشياء جديدة و مهمة و لا سيّما أني لم أبق في المدينة لوقت طويل، كما لم تتسنّ لي فرصة رؤية الكثير فيها. و ما إن تحسنت صحتي حتى انتقلنا إلى مصر، لكن بما أني تعرفت عن كثب و في طريق العودة على مكان إقامة السلطان سأورد هنا بعض الملاحظات و يسرني أن أذكر أمورا لم تكن معروفة من قبل.

إن مدينة القسطنطينية كبيرة بلا شك، لكن إذا ما اعتبرنا كاراغاش(Kara Ag sch) ، و غلطه(Galata) و بيرا(Pera) ، و دولما باغش(Dolma Bagsche) و غيرها، و هي واقعة في الجهة الأخرى للخليج فضلا عن أسكدار(Scudar) قاضي كوي(Kadi Kaj) الواقعتين في الجهة الأخرى للبحر و بالتالي في آسيا، مدنا أو قرى بحد ذاتها، لا يمكننا عندها مقارنة مساحة القسطنطينية مع ضاحيتها أجيب(Ajub) ، و الأحياء الواقعة خارج الأسوار على ضفاف البحر بمساحة لندن أو باريس. و لا يمكن تحديد عدد سكان مدن الشرق، لأن عادة إحصاء المواليد و الوفيات غير متبعة بعد، و أقصى ما يمكن أن يفعله المسافر في هذا الإطار هو تحديد مساحة المدينة و معرفة إذا ما كانت مسكونة بالكامل. أعتقد أن مدننا مكتظة بالسكان أكثر من مدن الشرق، أما سقوف المنازل في الشرق فمنخفضة مقارنة مع المنازل الأوروبية، و يحلو للشرقيين ترك مساحات خضراء وراء منازلهم. أما المسافرون الذين يعتبرون مدن الشرق مكتظة للغاية فيعتمدون في حكمهم هذا على العدد الهائل للأشخاص الذين نصادفهم في الشوارع التجارية. لكن ينبغي الانتباه إلى أن الشرقيين لا يحبون اصطحاب الأجانب إلى المنازل التي تقيم فيها عائلاتهم، مما منع دخول التجار و الحرفيين إليها. و يعمل هؤلاء الأخيرون في محال صغيرة على طول الشوارع التجارية، لذا لا نرى في بعض الأحيان سوى نجارين في أحد الشوارع، و حدادين في شارع آخر، أو صائغين أو تجار حرير أو تجار جوخ أو صانعي أمشاط أو غيرهم. و يتوجه الآلاف من هؤلاء إلى القسطنطينية صباحا، ليغادروها عند المساء إلى منازلهم القائمة في ضواح بعيدة أو في قرى واقعة على المضيق قرب البحر الأسود. هذا الكم الهائل من الأشخاص الذي لا نرى إلا القليل منه في شوارع أوروبا، هذا الحشد من الرجال و النساء الذي يؤم الشوارع التجارية للعمل أو للتسلية يبدو استثنائيا بالنسبة لأجنبي لأن الشوارع ضيقة للغاية، لكن لو اعتاد المسافرون زيارة الأحياء البعيدة لما صادفوا الكثير من الناس كما في مدن أوروبا.

و تبقى خارطة القسطنطينية التي وضعها القبطان الأفضل بين الخرائط التي شاهدتها كلها، لكن‌

اسم الکتاب : رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها المؤلف : كارستن نيبور    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست