responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها المؤلف : كارستن نيبور    الجزء : 1  صفحة : 240

و قد يبدو غريبا للقارى‌ء، أن يعادل الدرهم 85 بريزة في القاهرة و 92 في جدة، في حين أن العملة الصغيرة في البلاد الأخرى تندر في المدن البعيدة أكثر من المكان الذي تسك فيه. و يعود الأمر برأيي إلى أعداد الحجاج الكبيرة التي تتوجه إلى مكة، محمّلة بالكمية الكبيرة من القطع النقدية الصغيرة لحاجاتها اليومية و للتصدق بها. و الصدقة فرض رئيسي في الديانة الإسلامية، و يمارسه المؤمنون و لا سيّما حين يتوجهون إلى مكة. و تنتقل القطع النقدية الكبيرة بمعظمها إلى اليمن و الهند، و بما أن إعادة القطع الصغيرة إلى مصر أمر عسير تصبح أقل قيمة في الحجاز منها في الأقاليم التركية الأخرى. و لا أظن أن تذويب هذه القطع النقدية الصغيرة أمر يعود بالفائدة، لأن قيمة النقد الأصلية في الشرق كما في أوروبا أدنى من سعره العادي.

و بما أننا نحب في أوروبا رؤية لباس الأمم الغريبة، أدرجت بعض الرسومات التي رسمها السيد بورنفاند في جدة. و تصوّر اللوحة(LVI) صيّادا يحمل الأسماك التي اصطادها إلى السوق. و لا يرتدي بدو هذه البلاد سوى الإحرام و زنّارا. أما هذا الصياد و عامة الشعب في جدة فلا يلبسون الإحرام بل يكتفون بقميص (جلباب) واسعة و زنّار حول الخصر يدسون فيه سكينا صغيرا يقطعون به أعناق الأسماك ما إن يصطادونها. و يتبع الأعيان في جدة طريقة الأتراك في القاهرة و في القسطنطينية في اللباس، باستثناء القماش فهو أرق لأنهم يعيشون في مناخ حار. تحمل اللوحة(LVII) صورة امرأة تبيع الخبز، و ترتدي الثياب نفسها كنساء العامة في مصر أي قميص واسعة من دون زنار (جلباب)، و تضع على رأسها حجابا، و أمام وجهها خمارا صغيرا. و تحمل في يدها قطعة من أوراق النخيل المشبوكة لإبعاد الذباب، و تجلس على حصيرة من القش عرضت عليها خبزها، أما المظلة الكبيرة التي تقيها من الشمس فمبطنة بحصيرة.

اسم الکتاب : رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها المؤلف : كارستن نيبور    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست