responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها المؤلف : كارستن نيبور    الجزء : 1  صفحة : 107

للباشاوت و أحيانا يضطر الرهبان أنفسهم إلى دفع مبالغ طائلة.

يلتزم زمام الحكم في القاهرة باشا لكن سلطته ليست كبيرة مثل الباشاوات في الولايات الأخرى، ذلك لأنه يخضع خضوعا شبه كامل للجمهورية أو لديوان الجمهورية أي للبهوات و لرؤساء الجيوش المصرية و لغيرهم من المديرين في القاهرة. و لأن نمط تفكير المصريين يختلف عن نمط تفكير الباشا، يعتبره هؤلاء جائرا و يقصونه عن الحكم عند ما لا يكون سياسيا محنّكا يعرف كيف يحرّض الأحزاب بعضها على بعض. و عند ما كنت في الإسكندرية، قام أهل القاهرة بطرد أحد الباشاوات. أما مصطفى باشا فقد عيّن مرتين وزيرا كبيرا ثم مرة ثالثة لا حقا. و كان قد تلقى الأمر بالتوجه إلى جدة لكنه ادّعى المرض و لم يذهب مع القافلة الكبيرة التي كانت متجهة إليها بل أرسل مكانه وزيرا مفوضا مطلق الصلاحية و بقي في مصر. ثم بعد ذلك اختاره المصريون باشا عليهم و تصرفوا بطريقة جعلت السلطان يعينه حاكما على مصر بالرغم من استيائه من مصطفى باشا و من المصريين. إلا أن هذا الأخير لم يشغل منصبه إلا لمدة سبعة أشهر إذ أرغم على التخلي عنه لصالح باشا آخر قادم من القسطنطينية إلى القاهرة. و تبع الاثنان كايجي باشي(Kapidsji B schi) لكن الباشا الجديد توفي فجأة أثناء الليلة التالية. و هكذا فقد توالى على الحكم ثلاثة رجال في الفترة القصيرة التي مكثت فيها بمصر. كما و يستبدل قاضي القاهرة الأول كل سنة بقاض آخر من القسطنطينية. و لست أدري إذا ما كان هناك مناصب أخرى في القاهرة تخضع مباشرة لقرار السلطان أو المفتي الكبير.

بعد منصب الباشا أو حاكم السلطان، يأتي مباشرة منصب البهوات. و مع أن السلطان هو الآمر الناهي في موضوع تعيينهم إلا أن المصريين هم الذين يقترحون أسماء المرشحين. و كثيرا ما يكون هؤلاء من المسيحيين الذين أحضروا في سن مبكرة من جورجيا إلى القسطنطينية و منها إلى القاهرة فبيعوا بستين أو مئة قرش إلى البهوات و المسؤولين الكبار في القاهرة فيعلمهم هؤلاء و كأنهم أبناؤهم تماما كما كان الأسياد المسلمون المحترمون يعاملون عبيدهم. ثم كانوا يدبرون لهم وظائف مدنية أو عسكرية في فرقهم الخاصة إذا ما وجدوهم أهلا لهذه المناصب إذ كان لكل بيه حراسه الخلّص أو حتى جيش صغير خاص به كمؤشر على عظمته و كوسيلة لحفظ الأمن في الولاية و المقاطعات التي يسيطر عليها. و لأن هؤلاء العبيد يدينون بكل ما لديهم لأسيادهم، نجدهم يخلصون لهم الإخلاص كله. و عند ما يلاحظ أحد الأسياد في عبده قدرات واعدة و إخلاصا كبيرا، يسخو في تنشئته و يصرف عليه أموالا تفوق الأموال التي يصرفها على نفسه لأنه يساهم بهذه الطريقة في تعزيز شأنه في الحكومة. و لقد عرفت أحد التجار الأغنياء و كان لديه خادم واحد و حمار واحد يمتطيه عند ما يخرج لإدارة أعماله. لكنه كان قد وضع بعض عبيده في مناصب ضباط رفيعي المستوى في الجيش المصري و كانوا يظهرون بأبهة و جلال في الشوارع لكن ذلك لم يحل دون تفانيهم في الدفاع عمّن أحسن إليهم. يحكى عن رجل يدعى حسن الكخيا(Hassan

اسم الکتاب : رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها المؤلف : كارستن نيبور    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست