اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 88
بين خمسين كلبا و ستين، و منها نوعان خاصان يستخدمان في الصيد بالبندقيات، و الكلاب الّتي كانت معنا كانت مدربة جدا، فكانت إذا شمت شيئا من الصيد وقفت لتجعل للصياد وقتا للاقتراب، فإذا أوعز الصياد إليهن بعلامة تقدّمت بهدوء تام و أثارت الصيد، و قد عجبت من ذكاء هذه الحيوانات، فإنّ الواحد منها إذا توقف توقفت سائر الكلاب اقتداء به، و بقيت بلا حراك، و قد سمعت ممّا يحكى في هذا الموضوع نادرة مدهشة:
هي أنّ كلبا من كلاب التعقّب [1] اندفع ليجتاز جدارا، و في تلك اللحظة لمح أرنبا في الجهة المقابلة، فاجتهد جهدا كبيرا للوقوف على الجدار و ظل حتّى قتل صاحبه الأرنب.
و في إنكلترا يعاقب من يصطاد في أرض غيره عقوبة شديدة على حسب القوانين، و تستثنى من ذلك حالة واحدة هي أنّه إذا خرج الإنسان يصيد الأوعال و الثعالب و الأرانب بالكلاب اللابدة [2] فإنّه يتعقّبها أحيانا في الريف مسافة أربعين ميلا أو خمسين، فتغطس في نهر فيرمي الصياد نفسه و كلابه في النهر عوما لإدراك الصيد. و يدخل الثعلب أحيانا و جارا أو ثقبا في الأرض، فيطلق عليه كلب صغير من نوع «باسيت» القصير الأرجل، فيخرجه في الحال. و خيل الصيد يجتاز الجدران و السواقي و الخنادق من غير أن تسقط راكبها. و عند الرجوع إلى المسكن غيّرنا ملابسنا، للاستراحة و جلسنا إلى المائدة، و جاءت السيّدة «كوكس» مع عدّة سيّدات أخريات فأحيين بحضورهن اجتماعنا. و في بكرة الغد سلكنا الطريق ثمّ تصبحنا في «شيبنك نورتن» ثمّ تغدينا في ستوّ». إنّ المستر «كوكريل» كانت له شؤون مهمة تستدعي حضوره في بلده «سيسينكوت» و قد دعاني بإلحاح إلى مصاحبته، و لكني قبل سفري من لندن كنت قد رميت بسهم من «كوبيدون [3]» فجرحني [4]، فلم أستطع مقاومة رغبتي في الرجوع إلى حبيبتي
[1] هي الّتي تتعقّب الصيد بعد أن يصاب فتقبض عليه. (م).
[2] هي الّتي تلبد بالأرض بعد أن توقف الصيد. (المترجم).