responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 85

سواحر و رقص باهر فاتن، و أغان ملحّنة، كل أولئك شاركت في فتن إحساسي و زيد إيناسي.

و ربّما اتهمت بحب النّفس و الاستئثار إن قلت إنّ القوم كانوا ينشدون عشرتي و إنّ أجوبتي البديهية البادهة و كثيرا من الارتجالات الحسنة الشرقية أصبحت موضوع محادثات في أجمل مجالس لندن، و أعترف مصرّحا بأنّي في أثناء إقامتي استفدت من برودة المناخ لأتبع نصيحة الخالد الذكر حافظنا [1]، و أركن إلى الحب و المسرّة.

و كنت أزور بغير انقطاع مواضع الفرجة، و عدّة نساء من نساء البلاط كنّ يبعثن لي من البطاقات للأوبرا بما وجدت معه كثيرا من الفرص لأنعم بها على كثير من الشبان الإنكليز، معتدا لها هدايا إليهم، و مباهجي لم تكن مقصورة بما في العاصمة فقد كنت غالبا أذهب خارجها للتفرج و الابتهاج، على مسافة أربعين ميلا أو خمسين و أحيانا ثمانين ميلا. و قد قلت آنفا إنّ أعظم الأشخاص قدرا في لندن لم ينفكوا يضفون عليّ حلل الاحترام، و إحسان القدر، و أذكر خاصة المستر «شارلس كوكريك» فلو كنت أخاه ما زادني عطفا على العطف الّذي أتاه لي، فقد صحبني في كل المواضع الشعبية و دعاني مرّة في كل أسبوع إلى الطعم على مائدته الّتي كان لي ابتهاج أن أرى في حضوريها أجمل نساء إنكلترا [2].

و أغنياء لندن اعتادوا أن يتركوا لندن بالصيف ليطوفوا في الريف، و قد استصحبني المستر كوكريل في إحدى سياحاته، فركبنا «باروشا» أي عربة مكشوفة، مشدودا إليها أربعة أفراس فارهة رائعة، ففي اليوم الأوّل زرنا «وندسور» دار لهو الملك، فالقصر أي الحصن مقام في حديقة رائقة، و فيه مثاو [3] جميلة مزينة بعدد كبير من ألواح الرسوم الملونة، أكثرها تمثل الملوك القدامى و الملكات و أميرات إنكلترا. و في أحد الأبهاء من القصر أربع و عشرون صورة لنساء مشهورات بجمالهن، كن زينة لبلاط أحد الملوك، و هذه‌


[1] يعني حافظا الشيرازي. (م).

[2] يصرّح الرحالة دائما بغرامه بالنّساء الجميلات. (م).

[3] المثاوي جمع مثوى و هو خير لفظ لما يسميه الغربيون «أبارتمان». (م).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست