responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 257

عدّة سائحين، و المسيرة بين القسطنطينية و بغداد فيها من العسر و الصعوبة ما يمنع القيام بها و لا يتهيأ إلّا لرجل أيّد وافر الصحة، و هذا الطريق كان قديما من طرق الروم المعتادة [1]، و لكن الأوروبيين تركوه منذ عدّة قرون، و طوله أربعمائة و خمسة و سبعون فرسخا و هي تساوي تسعمائة و خمسين «كوسا» هنديا، و ألفا و تسعمائة ميل إنكليزي، و فيه خمسون بريدا أي منزلة بريدية، و القوافل في أحسن فصول السنة لا تسلخ أقلّ من ثلاثة أشهر في إتمام سلوكه، و قد قضيت ستة و خمسين يوما في الطريق، و لكن البريد السريع ينهي الطريق نفسه في اثني عشر يوما، و لو لا العوائق الّتي لقيتها لاستطعت، كما أظن، إتمام هذا السفر في خمسة أسابيع أو ستة.

أبو طالب في بغداد

و بغداد قائمة على ضفتي دجلة و هي مدينتان‌ [2] إحداهما على إحدى الضفتين و الأخرى على الأخرى، و تتميزان باسم بغداد القديمة و بغداد الحديثة، و المدينة الأولى في الجهة الشرقية و فيها يقيم الباشا و كبار الموظفين، و الثانية في الجزيرة في الجهة الغربية من النهر، و فيها منازل جميلة جدا، و هاتان المدينتان، و محيطهما زهاء ثمانية أميال و هما محصنتان بأسوار تحيط بهما خنادق واسعة و عميقة تتخذ مزارع في أيّام السّلم، و لكنّها لحلول أقل خطر تملأ ماء من نهر دجلة بسهولة، و تحصينات المدينة الجديدة أقامها السلطان «أوبوس كران» المشهور بالسلطان ساوجي‌ [3]


[1] أراد أبو طالب أنّ هذا طريقهم في حروبهم و هجومهم على عاصمة الساسانيين «طيسفون- المدائن- سلمان باك». (المترجم).

[2] سمّاهما أبو طالب مدينتين و المعروف أنّها جانبان فتركنا قوله على ما هو عليه بله أنّ المشهور هو أنّ العتيقة في الجانب الغربي، و الجديدة في الجانب الشرقي، و هو ممّا يفهم من كلام أبي طالب نفسه بعد ذلك. (المترجم).

[3] هذا تاريخ نحن- أهل المدينة المعنيين بتاريخها- نجهله كل الجهل و هو من أوهام أبي طالب فأمّا سور بغداد في جانبها الشرقي فقد بدأ بإنشائه الخليفة المستظهر باللّه و أتمه الخليفة المسترشد باللّه ابنه و هدمت منه أقسام فأعاد بناءها المقتفي لأمر اللّه، و جدده الخليفة الناصر لدين اللّه، و أمّا سورها في جانبها الغربي فقد بناه سليمان باشا المذكور، و الظاهر أنّه هدم أبنية عباسية و أدخل آجرها فيه. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست