responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 245

لنا أنّنا كنّا اجتزنا بلادا و عرة و موحشة. إنّ مدينة ديار بكر يحيط بها خندق مملوء ماء، و محميّة بسور حصين ذي بدنات من الحجر، و في داخل هذا السور مساجد جميلة، كتربة الشهير خالد بن الوليد [1] القائد الأكبر للخليفة الأوّل (الراشد) و فاتح سوريا، و في أثناء ذلك كان المطر مستمر النزول بشدّة، فذهبت إلى حاكمها و اسمه أحمد أفندي أزوره، فتلقاني تلقيا وديا جدا و ألحّ عليّ في أن أبقى يومين أو ثلاثة أيّام عنده، و قد شكوت إليه دليلي أشد الشكوى، فأبان لي أنّه لا يستطيع أن يعاقب هذا الرجل و لا أن يبدّله، لأنّ هذا المهمندار قد عيّنته حكومة عظمة السلطة و لكنّه تفضّل بأن أصحبني إلى ماردين أحد موظفيه، و زاد فضله بأن أهدى إليّ كساء فضفاضا مطارقا من الفراء فكان لي مفيدا أعظم فائدة في بقية سفري.

و باليوم السادس من شهر رمضان استأذنت هذا الرجل المفضل المحسن في متابعة السفر، و بعد مسيرة ستة و خمسين ميلا توقفت في خان مسافرين في وسط الجبال، و بينه و بين أركانه لحظنا عدّة مرّات خيّالة يظهر أنّهم حرامية و قطّاع طرق، و إذ كنّا على قوّة و منعة رأوا من الصواب أن لا يهجموا علينا. و في صباح اليوم السابع من الشهر المذكور رأينا أنّ الثلج قد سقط كثيرا بالليل، و خشية أن تكون الطرق غير صالحة للسير، إن توقفنا أكثر ممّا فعلنا في ذلك الخان، ركبنا الخيل، و إن كان الثلج يسقط بغزارة و اندفعنا في السير إلى ماردين و ذلك يعني أنّنا اندفعنا ستة عشر ميلا أكثر إلى أمام.

أبو طالب في ماردين‌

و ماردين قائمة على صفح جبل ذي منحدر صعب، و يحيط بها سور وثيق ذو بدنات، و في قنّة الهضبة قلعة حصينة من آثار سليمان باشا والي بغداد، و إذ كان الوصول إليها يستلزم تسلّق صخور و سلوك طرق ضيقة و عرة عدّت من أمنع القلاع المحصنة في هذا القسم من الأرض، و لغة العامّة من أهل ماردين من العربية و اللهجة الشائعة في كردستان. و لكن الخاصّة


[1] دفن خالد بن الوليد بمدينة حمص فهذا مشهد مزور. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست