responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 179

بأنّه مصمم حاق التصميم على مواصلة محاربته للإنكليز بشدّة مستأنفة، و على هذه الخطة حشد جيشا هائلا في «كاليه» الميناء المجاور للإنكلترا، و المؤازي لدوفر و جمع في الموضع نفسه كثيرا من السفن المسطحة القعر و القوارب المسلحة بالمدافع ليعبر جيشه المضيق، و لا يزيد عرضه في ذلك الموضع على واحد و عشرين ميلا.

و أقام الإنكليز في جوار «دوفر» جيشا عظيما بقيادة اللورد «كورنواليس‌ [1] لمقاومة هذا الغزو، و أرسلوا اللورد نلسن مع عدّة سفن حربيّة صغيرة لتدمير تلك القوارب الركيكة، ففي الهجمة الأولى خسف أمير البحر هذا عدّة زوارق، و لكنّها لكونها مسلسلة معا بسلاسل لم ينل النجاح الّذي كان يأمله، و في الهجمة الثانية، كان الفرنسيون قد علموا بها قبل وقوعها فوضعوا على قناطر الزوارق جنودا مسلحين بالسيوف و الخناجر حسب، و إذ كانوا على هذا الوضع انتظروا بسكون أن يقدم الإنكليز على الزوارق هاجمين و يحاولوا قطع السلاسل فينقضوا عليهم و يجبروا اللورد نلسن على النكوص بعد أن يدمّروا من بحريته سبع مائة رجل، و لكن سرعان ما أظهر الفيلقان إصفاقهما على عقد سلم بينهما، فأرسل الإنكليز اللورد كورنواليس إلى فرنسا مطلق التصرّف في المفاوضة لإصلاح ذات بين الدولتين في جميع الخلافات، و بعد نقاش بين المتفاوضين دام ثلاثة أشهر عقدت معاهدة هذه موادها:

1- تبقى كل الفتوح الّتي فتحتها فرنسا في إيطاليا و سويسرا و ألمانيا و هولندا محفوظة عليها أبدا.

2- تبقى جزيرة سيلان و جزيرة «ترينيته» تحت حكم الإنكليز.

3- يعاد رأس الأمل الحسن إلى الهولنديين، و مصر إلى الأتراك و مالطة إلى مالكيها الأولين. و قد أشاع هذا الحادث السرور بين سكان لندن، و قضيت ثلاثة أيّام كاملة بالأفراح الشعبية، و كانت الأضواء في كل ليلة بكثرتها و شعاعها تفوق نور القمر.


[1] تقدّم ذكره غير مرّة في هذا الكتاب و كذلك تعريفه. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست