responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 175

عاصمة هذه المملكة، كانت حاميتها عددا قليلا من المماليك و الأتراك و الأقباط مسلحين بالدبابيس المقاليع‌ [1]، و سرعان ما شتتت الجيوش الفرنسية الظافرة هذه و العصابات غير المدرّبة، و كان كثير من المماليك مشمئزين من الحكومة التركية فانضموا في الوقت نفسه إلى الظافرين، ولاذ البقية بالفرار إلى الصحارى، و هرب الأتراك إلى القسطنطينية تاركين هكذا للفرنسيين استيلاءهم على هذا القطر بلا مقاوم لهم و لا منازع.

و عقد نابليون بونابارت العزم على الاستيلاء على سواحل البحر في شرقي البحر المتوسط بدلا من أن يبعث جيشه إلى الهند، فعل ذلك إمّا للخوف الّذي أصابه بعد تدمير أسطوله في أبي قير و إمّا تظنيا للمجد الّذي كان ينتظره في باريس، و قد حسب أنّه إذا سيطر على هذه النواحي البحرية يسهّل عليه جدا أن يبطل السفن البريطانية المطوّقة في البحر، و لذلك العزم توغّل في فلسطين و سوريا بجيش كبير العدد و زحف نحو عكا فحاصرها، و كانت مقاما لأحد البواشية الأتراك و يعرف بجزّار باشا، و هو الحاكم، و كان ذا شجاعة، ثبتت على كل ابتلاء، و لكنّه كان قليل العلم بالتعبئة الحربية الأوروبية، و ليس تحت أمره إلّا حامية غير مدرّبة، فأصابه قلق شديد عند اقتراب الفرنسيين المظفرين، يقودهم قائد راعب.

و إذ كان السير «سدني سميث» ضابط البحرية البريطانية يطوف في أسطول مؤلف من ثلاث بوارج حربية في البحر المتوسط بلغه ما عزم عليه بونابارت، فعرض خدمته تبرعا لتأييد الدفاع عن عكا، و قبل ذلك جزّار باشا، فونّى الضابط الإنكليزي بوارجه في موضع تكون فيه تحصينا لحصن عكا، و أبرّ في طائفة من نوتيته، و عين للأتراك أضعف التحصينات في الحصن المذكور، و أعانهم على ترميمها ثمّ وزع جنوده بين المواضع المحتمل الهجوم عليها، و في أثناء ذلك كان بونابارت يعد العدد الضرورية لتدمير حصن عكا و فتحه و قد ملأت نفسه الثقة بشجاعة الفرنسيين المعتادة، فهجمت جنوده على الحصن إحدى عشرة هجمة، في كل منها كانت ترد على أعقابها بدفاع المدافعين من‌


[1] جمع المقلاع و هو مؤلف من حبلين دقيقين و ثيقين يلتقيان في حاضن من النسيج عريض يوضع فيه الحجر أو الحصاة فترمى، و قد صحفه العوام العراقيون أوّلا إلى «المعقال» ثمّ أبدلوا من الفاء جيما فارسية فصار «المعجال» كما هو شائع الآن. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست