responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 172

و في أوّل آب سنة 1798 م اختط نلسن خطة للهجوم على السفن الفرنسية مبتكرة تماما، بعد أن تحقق مواضع السفن بالغ التحقق، فأمر ضباط ست سفن من أسطوله أن يرسوا سفنهم بين الأسطول الفرنسي و الساحل، و قام بمثل هذه الحركة من الجهة الأخرى، فأصبح الفرنسيون بنتيجة هذا التدبير الحربي بين نارين من نيران المدفعية، و سرعان ما استسلم القسم الأوّل من الأسطول الفرنسي مجبرا على ذلك، و تمكن اللورد نلسن من تدمير بقية الأسطول، و قد فجأ الفرنسيين هذا الهجوم غير المتوقع فجاءة لا حدّ لها، فإنّهم كانوا يحسبون أنّهم في حفظ و سلامة من هذه الجهة، اعتمادا منهم على مضاربهم المدفعية الساحلية، و قد عبؤوا، مقابلة جميع مدفعيتهم‌ [1].

بدأت هذه الوقعة مساء و انتهت في قرابة منتصف اللّيل بانتساف سفينة أمير البحر الفرنسي، و قد رأيت هذه الوقعة ممثلة في ممثل من المماثل الّتي ذكرتها، إنّ منظرها رهيب حقا.

الفتوح الإنكليزية

لم يكتف الإنكليز في الحرب الأخيرة بغلباتهم في البحر بل مدوا فتوحهم إلى البرّ، و أعظمها اعتبارا و افتخارا استيلاؤهم على رأس «بون ايسبيرانس» أي رأس الأمل الحسن‌ [2]، و جميع ملحقاته الواسعة و ذلك و بانتزاعهم إيّاه من الهولنديين سنة 1795 م و لو أتيح هذا الفتح المهم للفرنسيين و استطاعوا الثبات فيه بأسطول قويّ وافي القوّة لقطعوا على الإنكليز طريق الهند على ما يظهر، و كان ذلك قريبا من الصحة، و انتزع الإنكليز جزيرة مالطة من الفرنسيين و المارتينيك و سورينام، و من الإسبانيين جزيرة مينورقة و جزيرة ترينيته، و استحوذوا على الجزيرة الثمينة الزاهية «سيلان» و وجدوا فيها أنابير من الدارصيني و عقاقير أخرى قيمتها مليونا ليرة استرلينية، و استولوا كذلك على كل المؤسسات الفرنسيّة و الهولندية و الدانية في بلاد الهند.


[1] في وصف هذه الوقعة البحرية غموض سببه: إمّا سوء فهم أبي طالب و إمّا سوء الترجمة.

(المترجم).

[2] تقدّم أنّ بعض المصريين ترجمه في الخارطة العربية الحديثة برأس الرجاء الصالح. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست