responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 128

و تشريف و مصدر كل عفو و تلطيف، و كل قانون لا يكون مشروعا متبوعا إلّا بوفاقه و يستطيع أن يعفو ذنوب المجرمين الّذين جرّمهم القانون.

و أنا ذاكر برهانا على سلطة الملك بأن أثبت في كتابي حادثا حدث في أثناء إقامتي بإنكلترا، فقد كان زمام الحكم موكولا مدة سبع عشرة سنة إلى يد الشهم المتيقظ «بيت» [1] الّذي يجله صاحب الجلالة، و لكن هذا الوزير الّذي يعتمد كثيرا على نفوذ كلمته عند الملك اجتهد افتياتا على إرادة الملك أن يبطل قانونا من القوانين، فعزله الملك، مع أنّ الوزراء الخمسة الآخرين كانوا مؤيديه فيما حاول، و أعلنوا أنّهم يستقيلون إن لم يعد رئيسهم إلى الحكم فأقالهم الملك في اليوم نفسه. جرى هذا الحادث حينما كانت إنكلترا تحارب فرنسا و كان الملك في حال حرجة بحيث لا يستطيع أن يدبّر أمر تأليف وزارة جديدة، و بقيت شؤون الدولة على هذه الحال شهرين.

و قد حاول ملوك بريطانيون قدامى أن يحكموا في المملكة من غير استشارة لمجلسهم بقسميه و أحيانا على الرغم منه، و لكنّهم أخفقوا في محاولتهم.

و في أثناء إقامتي في إنكلترا، طالما استدعاني الملك و الملكة و في كل دعوة كانت كان هاذان الشخيصان يشرفانني بالتحدث إليّ و مع استصحابي دائما مترجما، كانا يرجوان منّي أن أجيبهما أنا بنفسي، و كان يسّرهما أن يقولا لي:

إنّهما يفهمان حق الفهم الإنكليزية الضعيفة الّتي أتكلّم بها، و لما استأذنت جلالته في السفر أمرت وزيره أن يزوّدني كتبا إلى سفرائها أي الجلالة يوصيهم بي و يأمرهم برعايتي في مختلف النواحي الّتي كان ينبغي لي أن أزورها.

إنّ الملك لا يحب الابّهة و لا الفخامة و لكن الملكة حينما تستقبل زوارها و زائراتها، تبهر بما عليها من الألماس و اللؤلؤ و الزينة الأخرى‌


[1] هو «وليام بيت» الصغير ابن وليام بيت الكبير، كان أبوه يلقب بلورد «شاتهام» و ترأس الدولة البريطانية. أمّا ابنه فقد ولد في هايز و توفي في بويني «1759- 1806»، بلغ منصب أبيه في الدولة البريطانية، و قد أصلح بعد الحرب الأمريكية شؤون الدولة المالية و الصناعية و نظم حكومة الهند و كان خصما عنيفا للثورة الفرنسية، فأثار عليها ثلاث ثورات بالاحتيال إلّا أنّ يهود فرنسا قاوموه، و لم يستطع وقف ظفر نابليون و لا التردي الوقّي للتجارة الإنكليزية.

(المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست