responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 127

النوعين يتعلمون احترام والديهم و مودّة إخوانهم و أخواتهم و ذوي قرباهم الآخرين، و لا شي‌ء أكثر مساعدة لاجتماع العائلات هذا من قوانين النصارى الّتي تمنع تعدد الزوجة [1]، لأنّ جميع الأطفال و هم من سلالة أصل واحد لا يحملون باعثا من هذه البواعث الّتي تحمل على الكراهية، و التعدد يفرق بين العائلات المسلمة. و الوالدان عندهم يجتهدان، بسيرة غير متميزة، أن يحفظا الانسجام بين أطفالهما، فإن شعرا بجنف منهما لبعضهما اجتهدا كل الاجتهاد في إخفائه، و هما لا يؤدبان بالضرب و لا السب و يحكمان العقل و الحكمة في معاملتهم و يحثانهم على التعقل باللطف أكثر من التخويف، فبفضل هذه التربية رأيت في الغالب صبيانا من الإنكليز في عمر خمس سنوات أعقل من غلمان من الهنود في عمر خمس عشرة سنة، و اللعب الّتي يعطيانهم إيّاها تستعمل لتثقيفهم أيضا، فهم يتعلمون حروف الهجاء معتقدين أنّهم يعلبون بورق المراهنة.

و ليس عند الأوروبيين، على حسب ما أيقنت بتأمّله، من النزاع العائلي ما يوازي ما عندنا في الكثرة، و هذا نتيجة ما عند ذوي القرابات القربى من مراعاة بعضهم لبعض، فإذا أولى رئيس عائلة أفرادا من أقربائه فضلا فإنّهم يتقبلونه شاكرين، و لا وجود لمثل هذا في بلاد الهند، حيث تعتقد كل عائلة أنّ رئيسها ملزم أن يزوّدها جميع حاجاتها [2].

نظام الحكم في إنكلترا و رسوم البلاط

لنحاول أن نصف طبيعة حكم الدولة البريطانية: إنّ دستورها ذو صبغة مشوبة أعني أنّه ذو أخلاط من الدول الملوكية و الإترافية «الارستقراطية» و الشعبيّة «الديمقراطية» ممثلة في الملك و في مجلس الأعيان و مجلس الشعب اللّذين أسندت إليهما السلطة، لحسن حظ البلاد، تمثيلا لا تجد العقلية البشرية نظاما أكمل منه البتة.

و الملك هو رئيس الدولة بنصّ الدستور على ذلك و هو منبع كل شرف‌


[1] قلت: و نحن قد شهدنا في أثناء إقامتنا بأوروبا في فرنسا ما يكون تعدد الزوجة هينا بالإضافة إليه من كثرة الخليلات و الخدينات و الفسق و الفجور السريين حتّى ليعدون الخليلة مفضلة على الزوجة و يسمونها «السيّدة». فالظاهر أنّ أبا طالب اغتر بالظواهر و المظاهر. (م).

[2] قلت: هذا هو الحق فإنّه هو الّذي كان سببا في وجودهم الإجباري. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست