responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 120

أسكن فيه، قد احتملت ديونا كثيرة من هذا الضرب و انتقلت منه من غير أن تؤدّيها، فأمكن بعيد ذلك العثور على مأواها، و استدعيت إلى حضرة قاض من القضاة، و لكن أصحاب الديون رأوا أنّ ليس لها وسيلة مالية فارتأوا أنّ العدول عن مطالباتهم خير من تخليدها السجن، لأنّهم يكونون في حالة سجنها ملزمين بإعداد وسائل معيشتها.

سير الإنكليز

إنّي مصوّر هاهنا فكرة توضح طريقة الإنكليز في استعمالهم للوقت، فدونك مجرى حياة الطبقة المتوسطة، فالواحد منهم يستيقظ بين الساعة الثامنة و التاسعة صباحا، و يقضي في العادة ساعة واحدة في اللبس و ينزل للتصبّح‌ [1] و يستغرق هذا ساعة أخرى، و من هذا الحين إلى الساعة الخامسة مساء ينصرف إلى أعماله و شؤونه، ثمّ يتنزه أو يمتطي فرسا و يقدّم له الغداء [2] في الساعة السادسة، و إن كان دعا إلى المائدة مدعوين و لو كانوا على قلّة، لم يغادروا المائدة و لا سيّما الرّجال قبل الساعة التاسعة ثمّ ينضم الرّجال إلى النّساء و يشربون معهنّ الشاي أو القهوة و يلعبون بالورق أو يقيمون نوبة موسيقية حتّى الساعة الحادية عشرة و هي الحين الّذي ينصرف فيه جميع الحاضرين إلى حيث ينعمون بلذّة النوم.

و الأشخاص الأعزاب جرت عادتهم أن يذهبوا بعد العشاء [3] إلى دور التمثيل أو الدور الشعبية الأخرى و فيها يبقون حتّى ساعة متأخرة، و منهم من يعودون إلى دور اللعب، حتّى يسلخوا هزيعا صالحا من اللّيل. و العامّة يستيقظون الفجر و ينامون في وقت متقدم، و الأشراف و الطبقات العليا يتغدون جميعا في الغالب بالساعة الأولى أو الثانية بعد الظهر و لا ينامون البتة إلّا بنحو هذه الساعات ليلا.

و هذا الّذي ذكرته آنفا و يخص تقسيم الوقت، ينبغي أن يفهم على وجه عام، و طول اللّيل و طول النّهار في إنكلترا مختلفان جدا بحيث تكون هذه‌


[1] ذكرنا سابقا أنّ التصبّح هو أكل طعام الصباح كالتغدي للغداء و التعشي للعشاء. (م).

[2] هكذا ورد في الترجمة الفرنسية و الظاهر أنّه أراد «العشاء» فأسيئت الترجمة. (المترجم).

[3] كانت «بعد الغداء». (م).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست