responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دور الشيعة في بناء الحضارة الاسلامية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 98

شيعته صابرين على مضض الحياة و مرّها.

بقي الإمام منعزلا عن الحكم قرابة ربع قرن إلى أن قتل عثمان في عقر داره، و انثال الناس إلى دار علي من كلّ جانب مجتمعين حوله كربيضة الغنم، يطلبون منه القيام بالأمر و أخذ مقاليد الحكم، و فيهم شيعته المخلصون الأوفياء، فلم ير بدّا من قبول دعوتهم لقيام الحجة بوجود الناصر [1] .

و لما نكث الناكثون البيعة، و قادوا حبيسة رسول اللّه 6 «عائشة» معهم إلى البصرة، ارتحل الإمام بأنصاره و شيعته إلى العراق إلاّ قليلا بقوا في الحجاز لقلع مادة الفساد قبل أن تستفحل، و لما قلع عين الفتنة، استوطن الإمام الكوفة، و استوطنها معه شيعته، و صارت الكوفة عاصمة التشيّع، و معقله، و فيها نما و أينع و أثمر و منها انحدر إلى سائر البلدان، بعد ما كان الحجاز مهبط التشيّع و مغرسه و محتده. فكان حجازي المحتد و المغرس، عراقي النشوء و النمو، و لم يكن يوم ذاك يتظلّل في ظلال التشيّع إلاّ عربي صميم، من عدنانيّ و قحطانيّ، و لم يكن بينهم فارسيّ و لا بربريّ الأصل و لا شعوبيّ العقيدة يمقت العرب.

و هكذا فإنّا يمكننا القول بأنّ مهد التشيّع الأوّل كان في أرض الحجاز الطيّبة و منها درج و اشتد حتى تسامق و تطاول و أصبح له وجود في كل بقاع المعمورة.

و لا زال الشيعة يعيشون مع اخوانهم المسلمين في مكّة المكرمة،


[1] -إشارة إلى قوله-7-: «أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة، لو لا حضور الحاضر و قيام الحجّة بوجود الناصر... لألقيت حبلها على غاربها» نهج البلاغة، الخطبة 3.

غ

اسم الکتاب : دور الشيعة في بناء الحضارة الاسلامية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست