responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دور الشيعة في بناء الحضارة الاسلامية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 67

ارساء صرح الحضارة الإسلامية و رفع قواعدها، فخلّدوا لأنفسهم صحائف بيضاء، و لصالح أمّتهم حضارة انسانية، كل ذلك في ظروف قاسية، و سلطات ظالمة شديدة الكلب، و أضغان محتدمة، إلاّ في فترات يسيرة.

12-قدماء الشيعة و العلوم العقلية:

جاء الإسلام ليحرّر عقل الإنسان و تفكيره من الأغلال المتراكمة الموروثة التي توارثها قهرا من الأجيال الماضية، فهو يخاطب العقل و يدعوه إلى التأمّل و التفكير، و يخاطب القلب و الضمير بما حوله من الأدلّة الناطقة، و يكفي في توضيح ذلك أنّ الذكر الحكيم استعمل مادة «العقل» بمختلف صورها 47 مرّة، و «التفكّر» 18 مرّة، و «اللب» 16 مرّة و «التدبّر» 4 مرات و «النهى» مرتين. فبذلك نهى عن التقليد و حثّ على التعقّل ببيانات مختلفة.

فتارة يدعو الإنسان إلى التأمّل في ما حوله من الكائنات لما فيها من دلائل ناطقة على وجوده سبحانه و صفاته. قال سبحانه: أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ اَلسَّمََاءُ بَنََاهََا*`رَفَعَ سَمْكَهََا فَسَوََّاهََا*`وَ أَغْطَشَ لَيْلَهََا وَ أَخْرَجَ ضُحََاهََا* `وَ اَلْأَرْضَ بَعْدَ ذََلِكَ دَحََاهََا*`أَخْرَجَ مِنْهََا مََاءَهََا وَ مَرْعََاهََا*`وَ اَلْجِبََالَ أَرْسََاهََا* `مَتََاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعََامِكُمْ [1] .

و أخرى يدعوه إلى التفكير و الاستدلال المنطقي، فقال سبحانه: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْ‌ءٍ أَمْ هُمُ اَلْخََالِقُونَ*`أَمْ خَلَقُوا اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ بَلْ لاََ


[1] -النازعات/27-33.

اسم الکتاب : دور الشيعة في بناء الحضارة الاسلامية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست