اسم الکتاب : دور الشيعة في بناء الحضارة الاسلامية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 19
يعربون كلامهم على النحو الذي كان في القرآن، إلاّ من خالطهم من الموالي و المتعرّبين، و لكن اللحن لم يكثر إلاّ بعد الفتوح و انتشار العرب في الآفاق، فشاع اللحن في قراءة القرآن، فمست الحاجة الشديدة إلى ضبط قواعد اللغة [1] .
فقام أبو الأسود الدؤلي بوضع قواعد نحوية بأمر الإمام أمير المؤمنين -7-، فأبو الأسود إمّا واضع علم النحو أو مدوّنه، و كان من سادات التابعين، و قد صاحب عليّا و شهد معه صفّين، ثمّ أقام في البصرة.
يقول الشيخ أبو الحسن سلامة الشامي النحوي: إنّ عليا دخل عليه أبو الأسود يوما. قال: فرأيته مفكّرا، فقلت له: ما لي أراك مفكّرا يا أمير المؤمنين؟قال: «إنّي سمعت من بعض الناس لحنا، و قد هممت أن أضع كتابا أجمع فيه كلام العرب» .
فقلت: إن فعلت ذلك أحييت أقواما من الهلاك.
فألقى إليّ صحيفة فيها: الكلام كلّه إسم و فعل و حرف، فالإسم ما دلّ على المسمّى، و الفعل ما دلّ على حركة المسمّى، و الحرف ما أنبأ عن معنى و ليس بإسم و لا فعل. و جعل يزيد على ذلك زيادات.
قال: و استأذنته أن أصنع في النحو ما صنع، فأذن، و أتيته به فزاد فيه و نقص.
و في رواية: أنّه ألقى إليه الصحيفة و قال له: «انح نحو هذه» فلهذا